السؤال رقم (3446) : أحب ابن خالتي ولاأستطيع العيش مع زوجي فهل أطلب الطلاق ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…أنا سعودية من أم مصرية ولدت في مصر إلى عمر7سنوات ثم أخذني أبي إلى السعودية كي أدخل المدرسة وكنت أمكث عند ابنة عمتي وكانت تعاملني معاملة قاسية فجأة وجدت نفسي في بلد لا أعرفها وناس غريبين الشكل والطباع وحبس للحرية في ما معناه فقدت طفولتي وعشت أسوأ أيامي كنت أبكي باستمرار من أجل أمي وأبي ولكن كنت اتعرض للضرب لأني بكيت وانتقلت أمي إلى السعودية بعد ما أتم أخوتي المرحلة الابتدائية في مصر ولكن كانت أسرتي تمكث في مدينة جدة وأنا كنت في مدينة مكة عند ابنة عمتي. توفي والدي وأنا في المرحلة الخامسة أي عمري11سنة وتأثرت بوفاته كثيراً وكنت أسافر مع عائلتي كل سنتين إلى مصر في الإجازة ونعود منكدين لأننا متعلقين بأهل أمي كثيراً أما أنا فكنت كاليتيمة أعيش عند ابنة عمي القاسية وأمي وأبي أحياء. أتتني حالة نفسية وكنت أشكوا همي لأخي الأكبر فقرر أن يأخذني لأعيش معهم وفعلاً انتقلت للعيش مع أسرتي بعد ما عانيت الأمرين وأصبحت ممتازة في المدرسة وحالتي النفسية أصبحت ممتازة وفي سنة من السنين سافرنا مصر ووقعت بحب ابن خالتي وأنا في الحقيقة محبوبة من الجميع وقد تقدم لخطبتي ولكن أمي رفضت لصغر سننا فأنا كنت 17سنة وهو20 كان وقتها منتسب في الجيش وسافرنا وهو في الجيش لم يتسنى له رؤيتي. وبعدها توالى علي العرسان من كل صوب ولكني كنت أرفض وفي هذه الأثناء انقطعت علاقتي بأهلي في مصر لعدم توفر سبل التواصل مثل الآن وعندما بلغت ال19 عاماً تقدم لي عريس من طرف أهل والدي وتمت الموافقة عليه وهاأنا متزوجة ولدي3أبناء مدة زواجي9سنوات ومن بعد زواجي كانت مشاكلي مع زوجي بالهبل وكان الطلاق وارد ولكنه لم يحدث بسبب أطفالي صبرت على هذا الزوج لن أذكر عيوبه في الرسالة لأنها كثير وسيطيل الكلام عنها ولكني صبرت على بخله المادي وهو مقتدر فعملت في التجارة الإلكترونية كي أسد حاجتي وأبنائي. وطبعاً أهلي في مصر يعلموا بكل مشاكلي ولكن يصبروني. من أجل الأطفال. وقبل أسبوعين سافرت مصر بعد مرور 7سنوات فراق وكانت سفرة رائعة طبعاً لم أسافر مع زوجي سافرت مع أهلي كي نقيم زواج أخي الأكبر هناك وفي هذه الفترة شعرت بأنني ضيعت عمري مع هذا الرجل وشعرت بقيمة أهلي والبلد التي ولدت بها فأنا أحبها كثيرا ورأيت الأزواج. متحابين ويعيشون عيشة هنية لا تخلوا من المشاكل ولكن يكفي أنهم في وسط أهليهم ومع من يحبون طبعاً تأثرت كثيراً ورأيت ابن خالتي فهو لم يتزوج إلى الآن بسببي , فأصبح 61 كيلو من الهم ولم يتوفق في أي خطبة فهو يبحث عن شبيهتي وأهمل صحته وكل ذلك بسببي لأني تزوجت وفاجأت الجميع وعرفت أنه ينتظرني أتطلق لكي يتزوجني لأنه يعلم بمشاكلي مع زوجي فمستعد أن يتزوجني وأن ينتظرني بقية حياته عدت للسعودية لبيتي وأنا معي حالة اكتئاب أستيقظ من النوم مفزوعة أحسب أنني في بيتنا في مصر فأقوم وأجد نفسي في سريري ولم أعد أطيق زوجي مع أنه وعدني أن يتغير ويفتح صفحة جديدة معي ولن تعود المشاكل مجدداً ولكني أريد حياة أخرى أريد أن أعيش في مصر وسط أهلي وأحبابي لقد كرهته ولا أقبل أن يلمسني أو يتكلم معي لم أعد أطيقه ولا أطيق منزلي ولا حتى أبنائي ولا حتى نفسي فأنا قلبي تركته هناك وعدت مجرد جسد فقط لا قلب فيه ولا روح سوف تقول لي اصبري من أجل أبنائك إذاً ماذا سأستفيد من أبنائي سيكبرون ويعيشون حياتهم وأكون قد ضاع شبابي ستقولون اصبري على زوجك فأنا صبرت كثيراً فوق طاقتي وبكيت كثيراً فأصبحت. كأن عمري50 سنة وأنا ما زلت في ال27 من عمري أنا أريد تعويض ما فاتني في صغري أريد أن أشعر بوجود الأهل الذين حرمت منهم أنا مخنوقة ولا أعلم كيف أتصرف … كل ما أفكر فيه الآن أن أطلب الطلاق ولن أتزوج مباشرة إلى أن يلتحق أبنائي بالمتوسط ويعتمدوا على أنفسهم ثم أتزوج. ممن أحب , وأعيش حيثما شئت وتمنيت ولكن يؤرقني أن أعيش مع رجلاً وقلبي مع غيره فلا أقبل فكرة أن أكون خائنه وأن أمنع زوجي من حقه الشرعي فأنالا أسلمه نفسي لا أستطيع …..لذلك أريد الطلاق كي لا أظلمه معي ,أرشدوني.. السائلة : سحابة باكية
الرد على الفتوى
الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فأولاً : جعل الله سبحانه الزواج سببا للسكينة والمودة والسعادة ، وامتنّ على عباده بذلك فقال:(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم/21 . فإذا لم يحصل التوافق بين الزوجين ، ولم تجد المرأة راحة ولا سعادة مع زوجها ، فلتبحث عن الأسباب والعلاج ، فربما كان التقصير من جهتها ، وربما كان هناك أمر يمكن علاجه. وإذا تحاور الزوجان وبحثا المشكلة معا ، كان هذا أدعى للوصول إلى حل. وليس للمرأة أن تطلب الطلاق لمجرد حدوث مشكلة بينها وبين زوجها ، أو طلب الزواج ممن تراه أفضل منه ، فإن الأصل تحريم طلب الطلاق ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:(أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة ) روى أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح أبي داود . والبأس : هو الشدة والسبب الملجئ للطلاق .
لكن إن كرهت الزوجة زوجها لهيئته ، أو لسوء عشرته ، ولم تطق العيش معه ، فإنه يجوز لها طلب الطلاق حينئذ ، لأنه لا مصلحة من بقائها على هذا الحال ، وقد يدفعها بغضها لزوجها إلى التقصير في حقه ، فتأثم . وقد روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنه أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ مَا أَعْتِبُ عَلَيْهِ فِي خُلُقٍ وَلا دِينٍ ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْكُفْرَ فِي الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْبَلْ الْحَدِيقَةَ ، وَطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً ). وقولها : ” ولكني أكره الكفر في الإسلام ” أي : أكره أن أعمل الأعمال التي تنافي حكم الإسلام من بغض الزوج وعصيانه وعدم القيام بحقوقه .. ونحو ذلك . فهذه المرأة خافت من البقاء مع زوجها وهي تبغضه، أن تقصر في حقوقه وأن تعصيه فتأثم بذلك، فطلبت الخلاص من العلاقة الزوجية ، ووافقها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ذلك. والخلاص من العلاقة الزوجية قد يكون بالطلاق إذا قبل الزوج ذلك، أو بالخلع، فتتنازل المرأة عن مهرها أو عن بعض حقها ، حسبما يتفق الزوجان ، ثم يطلقها . نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين . والله أعلم .