السؤال رقم (3445) : ماذا أفعل مع أختي التي تقطعني وهل أنا آثمة إذا قطعتها ؟

توفى زوج أختي من 15عام وهي لا تعمل وأنا أعمل مدرسة بمدرسة لغات مرموقة بعد عام توفت والدتي ثم توفى والدي بعدها بعام ، لم أدخر مالاً ولا جهداً ولا وقتاً مدارس تجديد البيت مصاريف جامعات وعلاج وحتى زواج حتى لا يشعر أولادها بأي حرمان وساعدني زوجي كثيراً يرحمه الله ،حيث أنه توفي من عام ونصف ولم ننجب، وكانت تقول لي أن معاش زوجها ووالدي قليل فكنت لا أحسب شيء وأعطي بلا حساب رغبة مني في أن ينشأ الأولاد في سواء نفسي ولا يحسون بنقص أو حرمان , واطلعت على المعاش وبعد وفاة زوجي يحق لي أن آخذ جزء من معاش والدي وعندما ذهبنا للمعاشات فوجئت بأن معاشها من والدي كبير فعاتبتها عتاباً شديداً لم تكن صريحة معي لماذا لم تحس بي وتقول لي لأدخر جزء من المال لنفسي وخاصة أن زوجي معاشه قليل ولم يترك شيئاً ،طلبت منها أعرف من أمتى ومعاش الوالد كبير لم تكن واضحة ثم قالت مش عايزين منك حاجة وقاطعتني 5 شهور ونصف إلى أن احتاجتني عندما مرضت ابنتها فكلمتني وكنت وفقت لعمل في بلد عربي وابنتها معي في نفس البلد ولكن تبعد مسافة طويلة المهم قمت بالواجب فهي بنتي التي ربيتها وزوجتها وجلست معها قرابة شهر ،ثم نزلت إجازة بعد سنة والمفروض والمتفق علية أن تقابلني أختي وولديها في المطار تأخرت علي وأخذت تاكسي وذهبت لبيتي وكنت برمضان لم تأت ، ارتحت يوم ثم ذهبت اليوم التالي على الفطار ومعي الهدايا طردتني من بيتها وقت المغرب دون شربة ماء ،حاولت جاهدة أن أعرف لماذا هذا التصرف ؟ لجأت لإخوتي للصلح ولصديقاتها فأبت وأبلغت بنتها وأولادها أنني باعتذار إن كان صدر مني شيء عن غير قصد وذلك ليس لخطأ مني ولكن تجنباً لقطيعة الرحم ولكنها أبت جاءت الأيام العشر الأخيرة من رمضان، والعيد ومواسم الخير وأنا أكلم بنتها وأسلم وأطيب الخاطر كل مرة بلا فائدة ذهبت للحج وحتى وقتنا هذا المقاطعة مستمرة هل أنا آثمة مع الاعتذار عن لا شيء وتكرار محاولات الصلح والدعاء ما العمل؟ السائلة : أم إبراهيم

الرد على الفتوى

الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فأولاً : اعلمي أيتها الأخت السائلة أن صلة الرحم من القضايا التي حث عليها الشرع الحنيف، قال تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ {محمد:22} . وإساءة أختك لك ينبغي أن تقابليها بالإحسان، كما أمر الله تعالى حيث قال: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ*وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} {فصلت:34ـ35} .
ثانياً : أن المساهمة في مساعدة أختك بما تقدرين عليه من صلة الرحم، وصلة الرحم من الأمور التي وعد الله تعالى عليها أجوراً عظيمة في الدنيا والآخرة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ” من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه”. رواه البخاري ومسلم.
ثالثاً : لا ينبغي قطع صلة أختك لكونها شتمتك وأساءت إليك، فقد روى أحمد في مسنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي ذوي أرحام أصل ويقطعوني، وأعفو ويظلمون، وأحسن ويسيئون، أفكافئهم؟ قال: لا. إذاً تتركون جميعاً، ولكن خذ بالفضل وصلهم، فإنه لن يزال معك ظهير من الله عز وجل ما كنت على ذلك”. قال شعيب الأرناؤوط: حسن.
وليس الواصل على الحقيقة من يصل ذوي رحمه إذا وصلوه وأحسنوا إليه، بل الواصل من يصل من قطعوه، فقد روى البخاري وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها”.
فنحن ننصح الأخت السائلة بالصبر على أختها والعفو عنها، وأن تستمر على صلتها بما تقدر عليه وما تعارف عليه الناس أنه صلة،
ونذكر الأخت الكريمة بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من جاءه يشكو سوء معاملة أقربائه، قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فإنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك”. رواه مسلم وأحمد وأبو داود. فلتعد الأخت الكريمة إلى تكليم أختها ولتحتسب الأجر في ذلك من الله، ولتحذر أن يحملها الشيطان على ما يضر بدينها.