السؤال رقم (3479) : هل يجوز لي أن أطلب الخلع في هذه الحالة ؟
السلام عليكم.. يا شيخ سأكمل الثلاث سنين لزواجي, في أول شهرين عشت حياة هانئة، بعدها وأنا في مشاكل لا يستقر بيتي كم يوم إلا ونتخاصم كثيراً ،،أنا مقصرة أعترف ولكني مؤخرا حاولت أن أتعدل فلم أجد أدنى تقدير من زوجي لتغيري ,أقصر أحياناً لازلت ،زوجي سريع الغضب وكثير له لأتفه شيء وعجول بكل شيء يريده بسرعة يسبني ويدعي علي ومرات أسكت ولا يندم ومرات لا أتحمل وأرد عليه بصراحة لا أتوقع أن أستطيع طاعته وهو بهذا الطبع وهو يقول بأني أغضب عندك فقط من طباعك وأنا أعترف, لي أخطاء لكن أحس أنه هو مخطئ بكثرة غضبه ويضربني منذ أشهر ضرب مبرح جداً تجلس الآثار بجسمي وقت طويل يطالبني أني أتعامل مع غضبه بطريقة صحيحة وأنا بصراحة كرهته وأريد الخلع وقرأت أنه يجوز إذا كرهته لخلقه،ولكن أخاف أن خلقه هذا بسببي فأكون آثمة بطلبي الخلع وهو كثيراً ما يقول سأتزوج وإن ارتحت تركت واستمريت معها ويقول ما الذي يضطرك للاستمرار معي؟ إذا لم يعجبك طبعي ويسبني كثيراً وأنه يريد الراحة مني، ويتعبني كثيراً مع بنتي ذات السنتين يلومها كأنها تميز ويصرخ عليها وأحياناً قليلاً يضربها , لا أحتمل الحياة معه علماً أني أتوقع أنه سيفرح إذا طلبت الخلع وأعدت له ماله، لا أشعر معه بأدنى محبة منه أو رحمة لي يقول بخليك تتعذبين ،وهل يصح أن أشاور أحد إخواني الثقات بدون ما أخبره أو هذا خيانة له؟ وجزاكم الله خيراً .
السائلة : أسماء
الرد على الفتوى
الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأولاً: ينبغي أن يُعلم أن الحياة الزوجية قائمة على أمرين: المودّة والمحبة، والرحمة المتبادلة وقد يضعف الأول وعندها يجب أن يقوى الركن الثاني.
وقد يُحب الرجل في زوجته خلقا من الأخلاق أو صفة من الصفات فيُبقيها لأجل هذه الصفة، ومثله الزوجة. إلا أنه ينبغي أن لا يغيب عن أذهان كل من الزوجين رحمة كل طرف بالآخر، وإن ضعفت المحبة والمودّة. وأن تتذكّر المرأة فضل الصبر على الزوج، وأنه يستحيل وجود زوج خال من العيوب .
ثانياً: الخُلع هو أحد الحلول الشرعية للمشكلات الزوجية إذ أن بعض الأزواج يحمله سوء الخلق أو اللؤم أحيانا على مُعاشرة زوجة لا تُحبه بل تكرهه أو لا يُريد أن يوقع الطلاق بل يُريد أن تطلب منه ذلك ليذهب بما أعطاها من مهر أو يأخذ العِوض والمقابِل على الطلاق .
والذي ينبغي على المرأة فعله إذا وقع لها مثل ذلك كأن تكره الزوج لسوء خُلُقه فإنها تلجأ أولاً إلى الإصلاح ثم إلى التحاكم أيضا فإذا لم يُجد ذلك شيئا فإن لها حق المخالعة . فإذا رفض الزوج حقها في المخالعة عنه ولم يقبل بذلك فإن لها حق اللجوء إلى القضاء ثم للقاضي أن يخلع الزوجة من ذمة زوجها.
ثالثاً: لاتعدُّ مشاورتك لأحد إخوانك لحل مشكلتك خيانة للزوج بل هو أمر محمود فإنه سيكون أقدر على معالجة الأمر. وفقك الله لما يحب ويرضى، وبلغك مناك. والله أعلم.