السؤال رقم (3478) : هل يجوز اقتناء التلفاز ؟ وما حكم مشاركة المرأة في الأعمال الخيرية؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كنت قد اطلعت على الفتوى الخاصة باقتناء التلفاز في السؤال الذي دار بينكم وبين الشيخ العثيمين فنرجو أن تفيدونا بهذا الموضوع كذلك نود الاستفسار عن الحكم الشرعي في مشاركة المرأة العمل التطوعي وانضمامها للجمعيات الخيرية وهل نوظف قاعدة سد الذرائع في الحكم على هذه المسائل ؟ في انتظار ردكم
السائلة : أم أنفال
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته : أما بعد .
نعم ورد ذلك في كتابي (لقاءاتي مع الشيخين) وقد سألته – رحمه الله – عن رأيه في اقتناء التلفزيون فقال – رحمه الله – : الذي أنصح به أخواني أن يدعوا اقتناء التلفزيون مطلقاً مهما كان لأنه في الوقت الحاضر أصبح شره أكثر من خيره . فذكرت له بأن البعض يقول يقتنيه من أجل سماع الأخبار فقال رحمه الله – : الإنسان العاقل لا ينبغي له أن يقتنيه في بيته حتى ولا للأخبار لأنه وإن اقتناه في البيت يعني – للأخبار – فلن يقتصر على الأخبار فقط لا بد أن يشاهد الأخبار وغير الأخبار .ا.هـ
لكن الشيخ لا يقول إنه حرام إذا كان الإنسان يقتنيه لسماع الأخبار والأحاديث الدينية وما أشبه ذلك كما ذكر – رحمه الله – في بعض فتاويه.
ثانياً : لا بأس بعمل المرأة في الأعمال التطوعية كالمشاركة في الجمعيات الخيرية التطوعية، مثل تقصي أحوال الأسر والأفراد ذوي الحاجة، وتقديم المساعدات لهم، والمشاركة في الأسواق والأطباق الخيرية التي يستفاد من ريعها في تمويل المشاريع الخيرية، وإن كانت المرأة من ذوات المؤهلات العلمية المتخصصة، فيمكنها المشاركة بإقامة محاضرات ودروس توعية للمرأة خاصة في الناحية الدينية، أو التدريس في مراكز تحفيظ القرآن الكريم و غير ذلك.
لكن في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن، والتبس فيه الحق بالباطل، لابد من وضع ضوابط لهذا العمل التطوعي للمرأة:
أولًا: ألا يؤثر العمل التطوعي على رسالة المرأة الأولى والسامية، ألا وهي التربية وبناء الأجيال، ذلك لأن المرأة مسئولة في بيتها وهي مسئولة عنه، كما قال صلى الله عليه وسلم:(كلكم راع ومسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها)، فعلى المرأة أن تولي تلك المسئولية جل اهتمامها؛ لأنها مسئولة عنها أمام الله، وكذلك لعظم تلك المهنة فلا تترك الأجيال القادمة لأفلام الكرتون، وألعاب الفيديو، والصحبة السيئة خارج المنزل.
ثانيًا: ألا تعمل عملًا فيه محذور شرعي، كالاختلاط، والتبرج، والخلوة:
ثالثًا: أن يتوافق عملها مع طبيعتها الأنثوية. والله أعلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.