السؤال رقم (3462) : تركت الجامعة من أجل الاختلاط.

نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أخت تسأل وتقول :أنها طالبة منتقبة – بفضل الله – أرشدها الله لحكم الاختلاط ; فتركت الجامعة فور علمها بذلك والحمد لله قلبها مطمئن ، لكن والدتها حزنت لذلك كثيرا وتريدها أن تكمل الدراسة فلم يبقى إلا سنتين ! فهل على الطالبة أثم؟ وهل هذا عقوقا للأم؟ علما بأن هناك اعتقالات للمنتقبات وضغوطا من الأهل لتترك النقاب،‏‎ ‎فهل عدم استجابتها وما فعلت صواب ؟ أم أنه وساوس من الشيطان كما يقولون !؟
السائلة : الحمد لله رب العالمين

الرد على الفتوى

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأولا : لبس المرأة للحجاب أمام الرجال الأجانب فريضة محكمة دل عليه الكتاب والسنة والإجماع ، فلا يجوز لأحد أن يأمر بخلاف ذلك ، ولا أن يمنع من أرادت امتثال ذلك ، وإلا كان مضادا لله تعالى في أمره ، محادا له في شرعه ، قال الله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) الأحزاب/36 ، وقال سبحانه : ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) النساء/115، وقال عز وجل : ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) النساء/65
ثانيا : الذي أرى أنه لا يجوز للإنسان رجلاً كان أو امرأة، أن يدرس في مدارس مختلطة؛ وذلك لما فيه من الخطر العظيم على عفته، ونزاهته، وأخلاقه، فإن الإنسان مهما كان من النزاهة والأخلاق والبراءة ، لا يكاد يسلم من الفتنة والشر، وكل ما أدى إلى الفتنة والشر فإنه حرام، ولا يجوز، حتى وإن لم يجد إلا هذه الجامعة فيترك الدراسة إلى بلد آخر ليس فيه هذا الاختلاط.
أما بخصوص طاعة والدتك في أمرها لك بترك النقاب وإكمال الدراسة فنقول لك كما سبق خلع الحجاب محرم ، والاختلاط بالرجال في التعليم محرم ، ولا تجب طاعة الوالدين في معصية الله تعالى ، ولا إثم عليك في ذلك.
ولكن عليك باسترضاء والدتك وتطييب خاطرها قدر ما تستطيعين فالخير كل الخير في برها وطاعتها في غير معصية الله .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.