السؤال رقم (3498) : ما تقتضيه حسن العشرة بين الزوجين
نص الفتوى: أرجوكم ساعدوني؛ أنا متزوجة منذ 7 سنوات وامٌ لبنتين توام؛ زواجي تقليدي؛ لكني صدمت لما رايته من سوء معاملة ؛ زوجي بخيل في مشاعره و في ماله؛ لا أحس معه بالأمان ؛يتركني وحيدة؛ يهملني إهمال شديد؛ الجماع يقع مرة كل 4 أشهر تقريباً؛ وهو لا يتعدى مرحلة الشهوة؛ لا احضان ؛ لا عناق و لا عاطفة؛ دايماً أتشاجر مع زوجي واذهب لبيت أهلي؛ تقريباً 50 مرة منذ تزوجت اغادر محل الزوجية؛ بعدها يندم زوجي ويعيدني؛ و لكني والله راضية بقدري إلى أن حصل ما لم أتوقعه في حياتي؛ اعذروني و لا تلومني كثيراً لآني نادما أشد الندم؛ و تبت توبة نصوح والله؛ أخر مرة غادرت فيها محل الزوجية ؛ نصحني أهلي بأن أترك هذا الزوج لما سببه لي من عناء؛ في هذه الفترة في بيتنا؛ تعرفت على شاب و قابلته وحسسني بالحنان ؛ دامت فترة معرفتنا 15 يوم لا أقابله إلا مرتين؛ لكنه عانقني وعانقته و قبلني؛ لم يصل الأمر إلى ما أكثر ؛ وتبت بعدها وقررت أن لا أراه مرة أخرى؛ والله توبتي صادقة أنا نادمة أشد الندم؛ زوجي الآن بعد مرور 3 أشهر من مغادرتي؛ يحاول بشتى الطرق أن يعيدني و نلم شمل العائلة ؛ وهو نادم( نسيت أن أخبركم أن لزوجي علاقات كثيرة بالنت منذ زواجنا جعلتني أنفره أكثر) ؛ المهم أرجوكم أنا لا أعرف ماذا أفعل؛ أخاف العيش مع تانيب الضمير؛ و أخاف أن أخسر عائلتي لا أدري كيف اتصرف؛ حيرتي تقتلني وعذاب ضمير يدمرني؛ أنا الآن ملتزمة؛ لكن أخاف أن يلاحقني عذاب ضميري و يدمر حياتي؛ إنصحوني أرجوكم؛ وادعوا لي ؛ أنا تايبا والله .
السائلة : المقبلة على الله
الرد على الفتوى
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . أما بعد :
الأخت الفاضلة/ المقبلة على الله حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأولاً : حسن العشرة بين الزوجين تقتضى أن يراعي كل منهما مشاعر الآخر ، وأن يحرص على ما يُسعده ويَسرُّه ، وأساس ذلك كله التفاهم والمودة والرحمة .
ثانياً : لا شك أن ما قمت به من معانقة وتقبيل هذا الشخص عمل محرم قبيح ، يلزمك التوبة منه بالندم على فعله ، والعزم على عدم العود إليه ، لا كفارة لها إلا ذلك وكذا تكفره الصلاة لما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، قال فنزلت: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [هود:114]. قال: فقال الرجل: ألي هذه يا رسول الله؟ قال: لمن عمل بها من أمتي. رواه البخاري ومسلم.
كما يلزمك البعد عن أسباب الفتنة ، من الاختلاط والخلوة والنظر المحرم ، وأن تحمدي الله تعالى أن عصمك من الوقوع في كبيرة الزنا التي رتب الله عليها الوعيد الشديد في الدنيا والآخرة.
ثالثاً : أما بالنسبة لمشكلتك مع زوجك فأنت تعانين -كما أشرتي- من تقصير زوجك معك ماديًا وعاطفيًا، وأنا أقدر الوضعية التي أنت فيها, لكن هذا لا يبرر لك عدم التعايش مع هذا الزوج، بل عليكِ التعامل مع الأمر الواقع بحكمة، فبإمكان الزوجة الذكية أن تعالج بعض الصفات السلبية في زوجها لتتمكن من متابعة حياتها الزوجية معه برضًا وقناعة.
وأكثري من دعاء الله تبارك وتعالى أن يحببكِ إلى زوجكِ، وأن يحبب زوجكِ إليكِ، فمن صفات المؤمنين التي ذكرها الله لنا في معرض المدح: { والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا} (الفرقان:74). فهم ينشدون السعادة في أزواجهم وأولادهم، ويسألونها من القادر عليها سبحانه وتعالى.
رابعاً : الذي ينبغي عليك فعله الآن هو الرجوع إلى بيت زوجك لا سيما أنه نادم على فعله وقد جاء إليك مراراً فارجعي إلى بيتك ،وضعي يدك في يد زوجك لتخرجيه مما هو فيه الآن ، حاولي أن تبيني له حرمة ما يفعله من التساهل في النظر المحرم ، والعلاقات المحرمة من خلال الإنترنت، وأن ذلك كله من خطوات الشيطان ، وقد قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور/21 .
والله أعلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.