السؤال رقم (3496) : كيفية ميراث الأراضي الأميرية.

نص الفتوى: من المعلوم لدى فضيلتكم أن سيدنا عمر جعل أراضي العراق أميرية تابعة للدولة، وهي اليوم يكتب في طابو الأرض: أرض أميرية تابعة لوزارة المالية وللفلاح حق التصرف.
السؤال: هل تقسم هذه الأراضي إلى الأبناء للذكر مثل حظ الأنثيين، أم تعتبر انتقال منافع فتقسم حسب نظام الدولة للذكر مثل حظ الأنثى، وكما أفتى به الكثير من العراق والشام. وجزاكم الله خيرا.
السائل : د. غياث

الرد على الفتوى

الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . أما بعد :
الأراضي الأميرية الزِّراعية التي لم يَصل إليها العُمران ، قد أَوْجَب فيها قانون انتقالات الأموال غير المنقولة الصادر في العهد العثماني ، أن يُعطَى وليُّ الأمر فيها بمقتضى هذا القانون حقًّا في التصرف بها ( بدون مِلكية الرَّقبة )، ويَنتقل حق التصرف هذا إذا تُوفِّيَ المتصرِّف ذو اليَدِ إلى الأولاد ، وأحد الزوجين ، بنسبة تختلف عن الإرْث ، فالأولاد يَتساوَى الذكور والإناث .
وهذا الانتقال ليس إرْثًا ؛ ليكون مخالفًا للإرث الشرعي ، وإنما هو انتقال التصرف في أرض لا تزال رقبتها ملكًا للدولة ، ولم تَدخل في ملك الأفراد ، وطريقة انتقال هذا التصرف يَعود ترتيبها إلى وليّ الأمر . وقد رأى ولي الأمر بهذا القانون أنْ يَتساوى الأولاد ذكورًا وإناثًا ؛ لأنهم يعملون مع آبائهم وأمهاتهم في الأراضي الزراعية بصورة متساوية . فرأي ولي الأمر في ذلك مقبولٌ شرعًا ، وهو مَبنيٌّ على المصلحة العامة التي يُعود إليه تقديرها وَفقًا للقاعدة الشرعية : إنَّ التصرُّف على الرَّعيَّة مَنُوطٌ بالمصلحة ، وليس تغييرًا لنظام الإرث في الأملاك الخاصة ” .
وبناءً على ذلك نقول : الأرض المسجلة ( أميرية ) لا بأس بقبول التقسيم القانوني لها ، وذلك أن معنى كونها ( أميرية ) أنها ليست ملكا متمحضا لأحد ، وإنما هي مخصصة من قبل الدولة لهذا الإنسان لينتفع بها طيلة حياته ، وتبقى ملكيتها للدولة ، وبعد وفاته تفعل بها الدولة ما تشاء ، سواء بقسمتها بين الورثة بالطريقة التي تراها ، أو بتخصيص بعض الورثة بها دون الآخرين ، أو باسترجاعها ومنحها لجهة أخرى ، فتقسيم ( الأراضي الأميرية ) بين الذكور والإناث بالتساوي جائز لا بأس به ؛ لأنه يقع على وجه الهبة من الدولة ، وليس على وجه ” تقسيم التركة “، وهذا أمر معلوم ومشهور في بلاد الشام والعراق ومصر وغيرها .
والله أعلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.