السؤال رقم (3488) : حكم الزواج من فتاة تكبرني في السن

نص الفتوى : السؤال: انا شاب مسلم من الجزائر أبلغ من العمر 28عاماً . أريد أن أتزوج مِن فتاة أكبر مني سناً بحوالي سبع سنوات. هل هناك شيء “خطأ” في فعل ذلك ؟ مع العلم ان الفتاة ذات خلق ودين ويتيمة الاب. أنا خائف ان عرضت الامر على أهلي يرفضوا زواجي من هذه الفتاة. والله انا في حيرة من امري وابحث عن مخرج لهذا المشكل. بارك الله فيك يا شيخ الفاضل وجزاك الله كل خير.
السائل : محمد بن بلقاسم

الرد على الفتوى

الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . أما بعد:
فأولا :
لا حرج في زواج الرجل ممن تكبره ، إذا كانت صاحبة دين وخلق ، وقد تزوج النبي
صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، وهي أكبر منه سنا .
وللأب رأي معتبر في اختيار زوجة ابنه ، لحقه في البر والإكرام ، ولعامل الخبرة والتجربة التي قد لا تتوفر للابن ، لكن موافقة الأب ليست شرطا لصحة النكاح ، بخلاف المرأة فإن نكاحها يتوقف على موافقة وليها .
ثانيا :
ينبغي لك أن تسعى لإقناع أبيك أو أمك ، وأن تبين لهم رغبتك في الزواج من هذه
الفتاة ، فإن استجابا فالحمد لله ، وإن أصرا على موقفهما ، فإنك ستكون بين أمرين صعبين :
1- بين أن تتنازل عن رغبتك ، وتحقق مراد والديك ، وهذا أسلم لك في أغلب الأحوال ؛ إلا إن كانت طبيعة الأبوين توحي بأنهما لن يرضيا لابنهما إلا ما يختاراه له بنفسيهما ، مما لا يوافق رغبتك، كأن يختار لك من داخل العائلة أو القبيلة من لا تصلح لك ، أو يظهر أن اعتراضهما لمن ترغب الزواج بها راجع إلى تدين الفتاة واستقامتها ، ففي هذه الحال ، ستكون مضطرا لمخالفتهما ، لأنك إن لم تخالف اليوم ، ستخالفهما غدا .
2- وبين أن تمضي في رغبتك ، مخالفا لوالديك – على فرض أنك يستطيع إكمال النكاح بنفسك – وهذا لا ينبغي ؛ لما فيه من مخالفة الأبوين ، وإغضابهما ، ولما فيه من احتمال القطيعة ، وحصول النفرة ، وفي ذلك مضرة عليك وعلى أولادك فيما بعد ،وعليك أيضا.
ونحن ننصح الآباء أن يدعوا حرية الاختيار لأولادهم ، فإن الزواج حياة ممتدة ، ومن حق الإنسان أن يختار من سيشاركه هذه الحياة ، وأن يكون دور الأب هو النصح والإرشاد ، دون الإلزام ، ما دام الابن سيختار من تناسبه .
وعلى الابن أن يجتهد في إقناع أبيه ، ونسأل الله تعالى أن يوفقكما لكل خير .
والله أعلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.