السؤال رقم (3502) : (مسألة حول الطلاق )بتاريخ : 8 / 5 / 1438هـ
السؤال رقم (1946) : انا انسان متردد وقراراتي متسرعة و كنت في كل مشكلة مع زوجتي اغضب واقولها انت طالق لكن بعد ساعات من نطقها ابدا في الندم على تسرعي وساعة طلاقها تكون داخلي اني فعلا اريد طلاقها وبعد قليل احس بالندم على تسرعي مع العلم ان معظم حياتي على هذا السبيل حتى مع أهلي واصحابي وحاولت كثيرا التحكم في اعصابي لكن معظمها باءت بالفشل ولا يوجد غير طلقه وحيدة عند المأذون على الابراء ما حكم الدين أفيدوني افادكم الله
السائل :وائل
الرد على الفتوى
الجواب :الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . أما بعد:
فينبغي أن تعلم – أيها السائل – أن التسرع في ألفاظ الطلاق أمر خطير، لما له من عواقب سلبية على الرجل وأولاده وأسرته جميعا، ولهذا كان الطلاق أبغض الحلال إلى الله.
فعلى المسلم ألا يعود لسانه ألفاظ الطلاق حتى يظل في سعة من أمره، هذا من حيث العموم.
أما بخصوص ما تسأل عنه فإنا نوصيك بمعالجة ما تعاني منه من أمر الغضب، فإن الغضب داء وبيل يذهب بدين المرء ومروءته ودنياه. وقد ورد في التحذير من الغضب ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه :أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني قال: لا تغضب. فردد مرارا، قال: لا تغضب. وفي رواية أحمد وابن حبان: ففكرت حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال، فإذا الغضب يجمع الشر كله .
قال ابن التين : جمع صلى الله عليه وسلم في قوله لا تغضب خير الدنيا والآخرة، لأن الغضب يؤول إلى التقاطع، وربما آل إلى أن يؤذي المغضوبَ عليه فينتقص ذلك من دينه. اهـ
ثم – بعد هذا – عليك أن تذكر نفسك إذا ما دعتك للطلاق أن هذه هي الفرصة الأخيرة، وبعدها ستحرم عليك زوجتك، وهذا فيه ما فيه من المفاسد التي ستلحق بك وبولدك حال الفراق وتشتت الأسرة فلعل هذا يكون زاجرا لك عن الإقدام عليه.
ويمكنك أن تعرض نفسك على طبيب نفسي مسلم متدين، فأحيانا ما يكون هناك أسباب مرضية أو اختلالات هرمونية وراء هذه الانفعالات الشديدة، وقد جربت الأدوية الكيميائية في علاج ذلك فكان لها أثر كبير بفضل الله وتوفيقه.
ثم نوصيك بكثرة ذكر الله والإلحاح عليه في الدعاء أن يصرف عنك السوء والشر، وأن يقيك شرور نفسك وسيئات عملك، وأن يذهب عنك كيد الشيطان.
.وننصحك بمراجعة أهل العلم في بلدك، وطرح المسألة عليهم مشافهة؛ ليستوضحوا منك ما يحتاج إلى إيضاح.
والله أعلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.