السؤال رقم (1959) : هل هناك أدعية لنسيان الحزن؟ بتاريخ : 8 / 5 / 1438هـ

السؤال رقم (1959) : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرسل لك هذه الرسالة وانا اشعر باني مشتتة ويائسة بشكل تام .. ولا استطيع اللجوء لغير الله ثم انت ..
قصتي تبدأ عندما تعرفت على شاب وكانت علاقة شريفة جدا .. مع علم الطرفين بان عادات وتقاليد الشاب لن تمكننا من الزواج تحت اي شكل من الأشكال .. ولكن أردنا التواصل بسبب ان كل طرف سوف يحافظ على الطرف الاخر وان يكون ليس مجرد حبيب بل هي علاقة اخوة وصداقة وابوة أيضا.. لقد احبني فالله مثلما احببته ولكن العادات والتقاليد لم ترى ما وصى به رسولنا للأسف.
الأمر يا شيخ ان الشاب قد تزوج ولديه ابنه جميلة وكم أتمنى لو كانت ابنتي ولكن لم يكن بيدي حيلة غير تشجيعه على الزواج حيث ان اعلان رغبتنا وحبنا لبعض لن يجلب سوى العار للعائلتين
اقسم لك باني احبه فالله ولا اريد فعل ما يغضب الله بل اريد ان يكمل حياته بسعادة .. ولكني لا استطيع التوقف عن التفكير به .. حتى عندما ابدا بالصلاة انوي قبلها ان ادعي ان يخلصني الله من هذا الحب فلقد اثقلني جدا .. ولكن ارى نفسي ادعوا بان يخلق الله بيننا معجزه و يجمعني به بالحلال..
والطرف الاخر كذلك يحاول التواصل معي بين فترة وفترة فقط للاطمئنان ويتمنى لو ان كان بإمكانه تغيير اي شيء .. بل حتى ان حبه لم يتغير ولا زال يدعوا الله ان يراني ويجمعني معه فيما يرضي الله
لا اعلم ما افعل .. الامر مضى عليه اكثر من اربع سنوات ولا زلت لا أستطيع تخطيه .. أصبحت لا أتقبل وجود رجل جديد في حياتي بل حتى اظلم الجميع عندما ابدا مقارنتهم به .. بالرغم اني اعرف ذلك ولكن لا زلت افعل نفس التصرف مراراً..
احاول دائما ان اشغل نفسي وذهني عن التفكير به ولكن تفشل محاولاتي دائما فابدأ بالبكاء والشكوى لله على الحال الذي انا به وظلم العادات لنا
ارجوا منك مساعدتي .
هل هنالك دعاء او سورة بإمكاني قراءتها لتخطي هذه الحالة النفسية السيئة ونسيان ما انا به من حزن واكمال حياتي . بماذا تنصحني يا شيخ ؟ ماذا يرى الدين بشأني ؟
السائلة : م

الرد على الفتوى

الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . أما بعد:
فإنني أقول للسائلة إن علاقتِك بهذا الشاب من البداية أمر محرم فلا يجوز للمرأة المسلمة أو الفتاة المسلمة أن تقيم علافة برجل أجنبي عنها ، فإن هذا الدين الشريف قد منع المرأة من مخالطة الرجال للنساء لحكم عظيمة جليلة، فالواجب عليك أن تقطعي صلتك به.
وأما حبك ، وتعلقك به ، فهذا ابتلاء من الله لك ، هل تقدمين محبة الله على محبة مخلوق من مخلوقاته ، أو تقدمين محبة هذا الشخص على محبة ربك العظيم الذي نهاك عن هذا الأمر ، واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، وأول هذا الخير الذي ستجدينه بإذن الله أن يعوضك الله راحة وأنسا بمحبته سبحانه ، فتجتهدي في التقرب إلى الله بما يحبه فتزداد محبتك لربك ، وتعلقك به ، ويضعف تعلقك بجميع المخلوقين .
ونصيحتي لك أيتها السائلة البعد التام عن كل ما قد يسبب لك الوقوع فيما يغضب ربك ، واعلمي أن الله جعل هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان لعباده المؤمنين ، فمن صبر ، ومنع نفسه مما تشتهي رغبة في رضى الله عوضه الله في الجنة بمنه وكرمه من أنواع النعيم ، ما لا يمكن أن يقارن بما ضحى به العبد من المتع الزائلة الفانية ، زيادة عما قد يجده في قلبه من السعادة والراحة بطاعة ربه .
أما قولك بأنك أصبحت لا تقبلين وجود رجل جديد في حياتك إلى غير ما ذكرتيه فإن هذا بلا شك سيكون فيه تأخرك في الزواج، وتأخرك في الزواج فيه ضرر بالغ عليكِ ، فاحذري من التأخر فليس فيه إلا الضرر ، واعلمي أنه قد يكون في أحد من المتقدمين إليك من الدين والاستقامة أكثر من ذلك الشاب ، وقد يصير بينكما من الحب والمودة أضعاف ما بينك وبين ذلك الشاب نسأل الله أن يهديك لما فيه صلاحك ، وأن ييسر لك الخير ، ويصرف عنك الشر .. آمين .
والله أعلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.