السؤال رقم (2952) : ماذا أفعل مع زوجتى وأنا أراها بعينى مع زميلها بالعمل فى سيارتها وكانت حجتها أن سيارتها كانت معطلة واستدعته لذلك؟ بتاريخ : 14 / 7 / 1438هـ
السؤال رقم (2952) : أنا رجل متزوج من أكثر من عشر سنوات ولي ثلاثة أطفال وطوال هذا السنوات لم أري من زوجتي إلا كل ود وإخلاص واستقامة . ولكني اكتشفت مؤخراً وجودها في سيارتها مع زميلها بالعمل ليلاً وحدهما وأقسمت لي أنها من كلمته في الهاتف وقالت له أن السيارة معطلة فلما وصل تحدثت معه فقط في أشياء تخص العمل. وبعدها اعترفت بخطئها واعتذرت لي وأقسمت بأنه لم يلمسها وأن هذه كانت المرة الأولى والأخيرة وأنها ندمت عليها وتابت إلى الله ثم تركت العمل معه وجلست بالمنزل . ولكن المشكلة أن الشك سيقتلني واتهمتها بأنها وقعت معه في الزنا ولكنها أقسمت بأنه حتي لم يلمسها. أنا لا أريد أن أطلقها فقط من أجل أطفالي فهل يجوز أن أبقيها فقط لتربية الأولاد مع هجرها في الفراش؟ وهل يجوز أن أفضح فعلتها أم لا ؟
الرد على الفتوى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأولاً: ركوب المرأة مع رجل أجنبي عنها لغير حاجة أمر منكر، وهو أشد نكرانًا حين يصدر من امرأة متزوجة، عليها أن تحفظ زوجها في غيبته، قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} {النساء:34}، قال ابن عباس، وغير واحد: (قانتات) يعني: مطيعات لأزواجهن حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ: وقال السدي، وغيره: أي: تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله.
وركوب زوجتك مع زميلها في العمل كان لحاجة وهو عطل السيارة التي معها لكن كان الأولى أن تتصل بك ولا تتصل بزميلها لكي يساعدها فيما حصل لها، ولكن ما دام أنها تابت، واستقام حالها فينبغي لك أن تسامحها، وتمسكها، وتحسن صحبتها، وتحرص على نصحها وتوجيهها، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ويرجى لك الأجر من المولى الكريم سبحانه وتعالى على ذلك.
ثانياً : لا يجوز لك أيها الأخ السائل أن تشك في زوجتك ما دام أنها أقسمت لك أنه لم يمسها ولم تتحدث معه في أي شيء مخل بالآداب وإنما تحدثت معه بما يخص العمل، وشكك في أنها وقعت معه في الفاحشة هو من الشيطان فالواجب عليك أن تتقي الله في زوجتك وتقطع شكَّك ووسوسة الشيطان لك تجاه زوجتك وذلك بدفعه والتخلص منه بما تعلمه من صلاحها وعفتها ومحافظتها على شعائر دينها وودها وإخلاصها لك وكونها تابت إلى الله وتركت العمل وجلست في المنزل من أجلك واعترفت بأنها قد أخطأت بركوبها معه واتصالها به من أجل مساعدتها دون أن تتصل بك، بل وأقسمت لك بأنه لم يمسها فكل ذلك قرائن تدل على صدقها.
ثالثاً: اعلم يا أخي بارك الله فيك أنه يحرم على المسلم أن يهتك ستر أخيه المسلم فضلاً عن زوجته؛ إذ الأصل في الإنسان أن يستر على عباد الله مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم:” الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ” رواه مسلم . فقد أمرنا سبحانه بستر العورات وستر عيوب الناس وعدم تتبع العيوب ونحوها إذ من مقتضى أسمائه الحسنى الستر، فهو سـِتِّير، يحب أهل الستر.
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لا يستر عبد عبدا في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة”. لذلك فإن الشريعة تحث على الستر.
فإياك أن تهتك ستر زوجتك لأحد من الناس وتقول قد كان منها كذا وكذا. والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.