السؤال رقم (2956) : كيف يمكن التعامل أنا وإخوتي مع والدنا وهو سليط اللسان لعان ؟ بتاريخ : 14 / 7 / 1438هـ
السؤال رقم (2956) : والدي سليط اللسان شتام لعان سفيه القول بحجة أنه شخص حار الدم ولا يستطيع كبت أعصابه، ينعتنا بأقبح الأسماء وبحكم أنه الشخص المتصرف وله الحق بكل ما يقوله ولا يوجد من يتجرأ علي الوقوف أمامه من أبناءه فكيف لنا أن نتصرف معه، الرجاء الحفاظ علي السرية إذا أمكن ؟
الرد على الفتوى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأولاً : يجب على الوالد أن يحسن إلى أولاده ، ويستعمل معهم اللين في وقته، والشدة في وقتها، فلا يكون شديداً دائماً، ولا يكون ليِّناً دائماً، بل يستعمل لكل وقت ما يناسبه؛ لأنه مربٍّ، ووالد، فيجب عليه أن يستعمل مع أولاده الأصلح، دائماً، وأبداً، إذا رأى منهم الإحسان: لا يشتد عليهم، وإذا رأى منهم الإساءة: يشتد عليهم، بنسبة تردعهم عن هذه الإساءة، ويكون حكيماً مع أولاده.
هذا هو الواجب عليه، فلا يقسو عليهم بما ينفرهم، ولا يشتد عليهم من غير موجب، ومن غير مبرر، بل يحسن أخلاقه معهم؛ لأنهم أولى الناس بإحسانه، وعطفه، وحتى ينشئوا على الدين، والخلق، والعادات السليمة .
أما إذا نفرهم بقسوته، وغلظته المستمرة: فإن ذلك مدعاة لأن ينفروا منه، وأن ينشئوا نشأة سيئة، فالواجب على الأب أن يلاحظ هذا مع أولاده؛ لأنهم أمانة عنده، وهو مسئول عنهم ، وكلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته .
ثانياً : أما واجبكم نحوه : فإننا ننصحك بما يلي :
1. الصبر على ما يصدر عنه.
2. الإحسان إليه، وعدم رد الإساءة بمثلها .
3. الابتعاد بالكلية عن كل ما يغضبه، ويسبب له الاحتقان، من أفعال، وأقوال منكم.
4. الحرص على هدايته، وتعليمه، ووعظه، ونصحه، بالطرق المناسبة له، كإسماعه شريطاً، أو إهدائه كتاباً، أو التنسيق مع دعاة لزيارتكم، والتعرف عليه، أو غير ذلك مما يناسب حاله، وبيئتكم .
4. الدعاء له بالهداية، والتوفيق .
فهذه الأشياء مدعاة لأن يتراجع، وأن يعرف خطأه. والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.