السؤال رقم (2998):حكم تسمية المولود بالجواد : 29/ 11 / 1438 هـ
السؤال: من حق المولود على والديه تسميته باسم حسن ولارتباط العرب بمعاني الجود والكرم ولمكانة الخيل الأصيلة في تاريخ العربي وحضارته والذي من اسمائه العربية الجواد وتيمنا باسم أحد أجداده وقع الاختيار على اسم (الجواد) للمولود نسأل الله أن يجود علينا وعليكم بواسع فضله ورحمته وقد أستشكل على موظفي الأحوال المدنية في احدى المدن هذا الاسم ورفضوا تسجيله والسؤال هل يحرم تسمية المولد ب (الجواد)؟ وكيف أن الجواد هو اسم للخيل والبعض يعتقد أنه من أسماء الله الحسنى نرجو التوضيح في ذلك؟ وحسب ما تعلمنا أنها صفة من صفات الله التي قد يتصف بها المخلوق ولكن نثبت لله كمال الصفة نأمل من فضيلتكم إفادتنا وتوجيهنا وفقكم الله لكل خير
الرد على الفتوى
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فأولاً: الجواد اسم من أسماء الله تعالى، كما دلت السنة، فقد روى البيهقي في شعب الإيمان وأبو نعيم في الحلية من حديث طلحة بن عبيد الله وابن عباس رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى جواد يحب الجود، ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها) صححه الألباني في صحيح الجامع رقم 1744
وقال الشيخ السعدي: ” الرحمن الرحيم والبر الكريم الجواد الرؤوف الوهاب ” ؛ هذه الأسماء تتقارب معانيها ، وتدل كلها على اتصاف الرب بالرحمة والبر والجود والكرم ، وعلى سعة رحمته ومواهبه التي عم بها جميع الوجود بحسب ما تقتضيه حكمته ، وخص المؤمنين منها بالنصيب الأوفر والحظ الأكمل ” انتهى .
ثانياً: تجوز التسمية بالجواد؛ لأنَّه ليس من الأسماء الخاصة بالله تعالى، إذ أسماء الله تعالى وصفاته تنقسم إلى قسمين: منها ما هو مختص بالله تعالى، مثل: لفظ الجلالة (الله) أو (الرحمن). وهذه لا يجوز أن يسمى بها غيره، ومنها ما هو غير مختص بالله تعالى؛ كاسم الرحيم السميع البصير الكريم القوي الجواد. والعلة في ذلك أن الأسماء التي يُمكن تسمية جميع الناس بها هي أسماء متضمنة لصفات أصيلة فيهم فطرهم وخلقهم الله عز وجل عليها كصفة الرحمة والسمع والبصر والقوة والكرم ولو لم تكن كذلك لما كان جائزاً إطلاقها على جميع الناس فهي صفات كامنة في ذات الإنسان بإمكانه التحلي بها أو الإعراض عنها.
ثالثاً: مع قولنا بجواز التسمية باسم “الجواد” إلا أن الأولى تركه ليأمن الالتباس ممن لا يعرف التفصيل الذي ذكرناه في هذا الأمر. ولو سميته بـ (عبد الجواد) وخرجت من هذه الإشكالية لكان أفضل.
والله أعلم. وصلَّى الله وسلَّم على عبده ورسوله محمَّدٍ وعلى آله وصحبه.