السؤال رقم (2030): كيفية التعامل مع سوء عشرة الزوجة. 6 /12 / 1438هـ
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مختصر رسالتي اليكم جزاكم الله خيرا
ان زوجتي عنيدة تكابر ولا تعترف بأخطائها وصوتها غالب الوقت مرتفع علي واسلوبها غير لائق معي ومع أهلي. تكذب كثير من الأحيان.
متزوجين حديثا. ارجوا النصيحة كيف اتعامل معها وكيف اطوعها وكيف اعاقبها حتى لا أظلمها.
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فأولاً: اعلم أيها السائل أنه لا تخلو بيوت الناس من مشكلات، وبعضها يسهل حلها، وبعضها يصعب، ولا بدَّ لمن أراد حل مشكلاته، أو مشكلات غيره أن يكون على علم بالأسباب التي أدت إلى ذلك الاختلاف، والتخاصم، والتنافر، سواء بين الزوجين، أو بين الصديقين، أو بين الأب وابنه، وعموم أطراف النزاع.
ونحن لا ندري عن سبب الاختلاف بينك وبين زوجتك، لذا فلن يكون منَّا إلا الإرشاد العام الذي يصلح لك ولغيرك.
ابحث – أخي السائل – عن سبب تلك الاختلافات بينك وبين زوجتك ، فقد تكون أنت سبباً رئيساً وكبيراً فيها ، بطبعٍ لك لا تستطيع تغييره ، أو بسبب سوء معاملة منك لزوجتك ، أو لقلة اهتمامك بها ، أو لغير ذلك مما لا يحصى كثرة ، فعليك معالجة أخطائك ، وعليك أن تقضي على تلك الاختلافات بالقضاء على أسبابها إن كانت من طرفك ، ولا يخفى عليك أن حسن العشرة للزوجة ، وجميل الاهتمام بها ، والثناء عليها بأعمالها ، مع الحرص على الإتيان بلوازم البيت : كل ذلك يجعل في قلب الزوجة رضا عن زوجها ، وهو مما يجلب المودة بينهما ، وينشر الرحمة في أرجاء البيت .
وأما إن كانت أسباب المشكلات والاختلافات بينكما من جهة: الزوجة، فعليك أيضاً معالجة ذلك عندها بالحكمة والموعظة الحسنة، والسعي في الإصلاح باللطف واللين والنصح بالمعروف. قال الله تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) فصلت/34.
كما ينبغي النظر في أسباب المشكلات واتخاذ التدابير الشرعية اللازمة لعلاجها، والتذكر دومًا أن الحياة الزوجية قائمة على المحبة والود، والمعاملة بالمعروف والإحسان وأن سفينة الزواج لا تسير إلا بالتضحية والإيثار، وأن يتنازل كل طرف للآخر، ومثوبة ذلك عند الله عظيمة، وما عند الله خير وأبقى.
والله أعلم. وصلَّى الله وسلَّم على عبده ورسوله محمَّدٍ وعلى آله وصحبه.