السؤال رقم (105) : (حكم المراسلة بالجوال، ومشاهدة مقاطع الفيديو واستماع الأناشيد في المسجد) بتاريخ : 15 / 7 / 1429هـ
رأيت بعض الشباب يتراسلون بالجوال داخل المسجد بل وتطور الأمر إلى أنهم يشاهدون مقاطع الفيديو ويستمعون الأناشيد بل ولقد سمعت صوت موسيقى فأنكرت فقالوا لي لا تتشدد. فنرجو منك الإجابة الموثقة لكي يُستفاد منها والله يتولاكم..السائل: أبو عبد الرزاق
الرد على الفتوى
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فمعلوم لدى كل مسلم أن بيوت الله تعالى لمن تبن إلا من أجل إقامة ذكر الله تعالى وذلك بالصلاة فيها، وتلاوة القرآن، والذكر، والاستغفار، وإقامة دروس العلم الشرعي، وغير ذلك مما يستفاد منه، وذلك مصداقاً لقول الله تعالى [فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ..](النور).
وعلى ذلك فلا يجوز في حق المسلم الخروج عما جعلت له المساجد باستعمال الجوالات في مشاهدة مقاطع الفيديو، والمراسلة، واستماع الأناشيد، وغير ذلك مما يشغل عن ذكر الله تعالى ويوقع فيما حرَّم الله.
وينبغي على المسلم الحذر من مغبة الوقوع في معصية الله وخاصة في بيوت الله تعالى، وقد نهى النبي عن بعض الأمور التي ربما يراها الناس ضرورية كالبيع والشراء، وإنشاد الضالة، وإلقاء الشعر، فما بالك بمن يشاهد مقاطع الفيديو ويستمع للموسيقى وهو جالس في بيوت الله، فهذا أشد تحريماً وأعظم إثماً.
فليتق الله هؤلاء الأشخاص من مغبة الاستهانة بأوامر الله تعالى، وليحذروا من الغفلة عن قول الله تعالى [ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ..]، وقوله [ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ](الحج).
أسأل الله تعالى الهداية لجميع المسلمين وأن يعينهم على كل خير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.