السؤال رقم (4207) : أسئلة حول العمل كمندوب دعاية طبية
نص السؤال : أنا أعمل في شركة أدوية _ مندوب دعاية طبية ـ في شركة أمريكاني، فهل يوجد شيء في ذلك؟
يسأل بعض الأطباء عن مؤتمرات وكتب طبية من الشركة ونلبي طلباتهم، ويوجد البعض يطلب ذلك لكتابة منتجاتنا مع العلم أنها ممتازة للمريض، فهل هذه رشوة؟
وتتحقق فيها أركان الرشوة؟ لكي يكتب هذا الطبيب دوائي بكثرة على حساب المنافسين يطلب هذه الطلبات. * بعض الزملاء في العمل يقومون بدفع جزء من أموالهم الشخصية كبونص للصيدليات لكي تزيد من مبيعاتهم، وهذا مخالف لسياسة الشركة، فهل هذا حرام؟ فهم يفعلون ذلك كاستثمار لأموالهم لكي يأخذوا (عمولة) أو المكافأة كل 6 شهور، ولكنهم في بعض الأحيان يخسروا بعض من أموالهم فهل في ذلك قمار؟ حتى لو تمت الحسابات بدقة، فهم يفعلوا ذلك لكي يحموا أنفسهم من توبيخ الرؤساء وإظهار صورة جيدة للشركة أنهم يحسنون صنعاً بالغش والخداع؟ * وأخيراً أنا لا أستطيع فعل ذلك حيث لا أملك المال، وأحس بالظلم لأن مديري المباشر، ومدير المكتب يحاسبوني لعدم تحقيق مبيعات كهؤلاء مع أنهم يعلمون أنهم يفعلون هذه الأشياء ويسكتون، فماذا أفعل لكي أستمر في العمل بدون الإحساس بالظلم، وبرجاء ذكر بعض الأدعية لإزالة الظلم، حيث أن ذلك الظلم يؤثر في حياتي الاجتماعية، وخاصة مع زوجتي لكثرة شعوري بالإحباط؟
بالمناسبة لقد حاولت مراراً ترك الشركة ولكن بعد صلاة الاستخارة في كل مرة يأتي الجواب من الله بعدم توفيقي، فهل هذا اختبار من الله؟ والسلام عليكم.
الرد على الفتوى
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأولاً: لا حرج عليك بالعمل في هذه الشركة إلا إذا كانت تتعامل في المحرمات.
ثانياً: إذا كانت الشركة لديكم تعتمد في تسويقها على توزيع هذه الكتب الطبية لنفع الأطباء من جهة، والانتفاع هي من جهة تسويقها لمنتجاتها فلا أرى بأساً في ذلك، وهي ليست من الرشوة، ولكن إذا كانت الشركة تقوم بتوزيعها على الأطباء والصيدليات من أجل زيادة مبيعاتها والإضرار بالشركات الأخرى فهذا العمل لا يجوز، وتعتبر هذه من الرشوة المحرمة لأنه يتوقف عليها الإضرار بالآخرين، وقد قال صلى الله عليه وسلم:=لا ضرر ولا ضرار .
ثالثاً: لا يجوز مخالفة الشركة في أنظمتها التي وضعتها من أجل سير العمل، ومن يقوم بالمخالفة فهو آثم، وأما ما يدفعه كبونص للصيدليات فهي من الرشوة، وقد=لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي (رواه أبو داود) لأنه يترتب عليه وقوع الغش على الشركة، وثانياً الإضرار بالشركات الأخرى التي تبيع على هذه الصيدليات، والمال الذي يأخذونه من جراء هذا العمل محرم وسحت.
رابعاً: عليك أخي الكريم أن تتقي الله تعالى، وأن تعمل بما يرضيه، واعلم أن المعصية شؤم عليك وأن الطاعة بركة عليك وعلى أهلك، ومن خاف الله تعالى واتقاه وابتعد عما يسخطه عنه فليبشر بالخير فإن الله تعالى يقول:(إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) (الكهف:30)، وتذكر قوله تعالى:(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)(الطلاق:2، 3) ، وقوله تعالى:(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)(الطلاق:4) ، وعليك بالحرص على الطاعة وكثرة الدعاء أن يعينك الله وأن ييسر لك أمرك، وأما مشكلتك مع زوجتك فعليك بنصحها وتذكيرها بأنك تخاف من معصية الله، وأن الله تعالى لن يضيعك بل سيعينك ويوفقك، وأن الرزق الحلال خير وأفضل من الرزق الحرام، واعلم أن ما تمر به هو ابتلاء وامتحان من الله ليعلم صدق إيمانك وخوفك منه، قال تعالى: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)(الملك:2). وفقك الله لطيب مطعمك ويسر لك أمرك وأصلح لك زوجك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.