السؤال رقم (4202) :هل نحن آثمون، وهل المال من هذا العمل حرام
نص السؤال: السلام عليكم.. أنا موظف في شركة تقدم خدمة انترنت وايرلس للناس، وعن طريق برنامج (كشف سراق الخطوط … أي كشف من يحاول دخول خط الإنترنت بدون أن يدفع شيئاً) عرفت مع زملائي أن أكثر المستخدمين يدخلون المواقع الإباحية، أكثر من 90% منهم، فيوجد جدل بيننا وبين أصحاب الشركة، فهم يتهموننا بأننا انتهكنا أسرار الزبائن، فهل نحن آثمون؟ والآن عرفنا أن الزبائن يدخلون هذه المواقع فهل المال التي يأتي منها حلال؟ ولو أصر أصحاب الشركة فهل نترك العمل معهم (حيث يصعب إيجاد عمل بسهولة) أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الرد على الفتوى
الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. وبعد: فاعلم أخي الكريم أنك لست بآثم في عملك هذا لأنك بناءً على تعليمات الشركة تتحرّى من يدخلون على النت ويستعملون خطوط الشركة مجاناً، وعند تحرِّيك في ذلك تجد بعضاً منهم يطلعون على المواقع الإباحية، وهذا ليس بيدك ولا تستطيع فيه عمل شيء، وهذا العمل منك ليس تجسساً على المشتركين ولا كشفاً لأسرارهم، إنما هي اكتشافات حصلت من خلال عملك في تحرِّي من يستخدم خطوط الشركة مجاناً.
وثانياً: اعلم أن راتبك من هذا العمل حلال ولا حرج عليك في أخذه، وأما استعمال المشتركين لخطوط الشركة فيما حرَّم الله فهذا إثمه على من يفعله، لأن هناك كثيراً من الناس يستعمله فيما أحله الله تعالى.
وأما تركك للعمل فهذا راجع لك وأنت أدرى بأمورك، وإن تيسر لك عمل رزقه حلال وليس فيه شبهة فالأولى أن تعمل به وتترك العمل الذي أنت فيه الآن لقول النبي صلى الله عليه وسلم::{إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام}(رواه البخاري ومسلم)، ولكن إن لم يتيسر لك عمل آخر فلا حرج عليك في الاستمرار في عملك هذا حتى تجد عملاً آخر لقول الله تعالى(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (التغابن:16). وفقك الله لكل خير ورزقك الحلال الطيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد