السؤال رقم (4196) : حكم الأعمال الفنية التي تشارك فيها المرأة وحكم الكسب منها

نص السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أفيدكم أنني أعمل بمهنة مخرج تلفزيوني وإننا نتطرق أحيانا إلى أعمال نستوجب بها ظهور المرأة، ولكن ضمن أدوار هادفة،وأحياناً تربوية وتاريخية، هل هذا جائز مع العلم بأن أغلب الأدوار محجبات؟ ثانياً: هل أموالي التي أجنيها من هذه الأعمال الفنية هية حرام أم حلال؟ ثالثاً: هناك موظفون حكوميون يتقاضون على أعمال يجلبونها لي نسب مالية مع العلم أن الاتفاق بيننا هو مبدأ الشراكة على الربح والخسارة، وليس مبلغ مقطوع فهل هذا جائز؟ أفيدوني جزاكم الله عنا كل خير.

الرد على الفتوى

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فلا يجوز أن تظهر المرأة إطلاقاً على شاشات التلفاز أو أي وسيلة إعلام أخرى لأن هذا يعتبر مخالفة لشرع الله وقد قال في كتابه (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ..)(الأحزاب:59)، وقال تعالى:(وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)(الأحزاب:53)، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر المرأة إذا خرجت أن تكون متسترة لا يرى منها شيء، ونهى عن الخلوة بها، ونهى عن خروجها من بيتها متعطرة متزينة، والأحاديث في ذلك كثيرة، وعلى ذلك فلا يجوز لك إشراك النساء في أعمالك الفنية حتى وإن كانت هادفة مثل ما ذكرت لقول النبي صلى الله عليه وسلم:{المرأة عورة}(رواه الترمذي وصححه الألباني في إرواء الغليل 1/273)، وقال أيضاً:{المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان}(ذكره الألباني في صحيح الجامع برقم 6690)، فكيف نفتح باب الفتنة للناس ونقول هذا عمل هادف، إنما هو تسويل من الشيطان ليضل العباد، والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من فتنة النساء بقوله:{ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء } (متفق عليه)، فكيف نمكن لهن الظهور أمام الناس فهذا من التعاون على الإثم الذي نهى الله عنه، فالأولى لك ترك ذلك والاكتفاء بما ينفع الناس في أمور دينهم ودنياهم بدون أن يكون هناك مخالفة شرعية.
وأما من ناحية مالك الذي حصلت عليه من عملك فهو محل شبهة، والأولى لك ترك هذا العمل وخاصة إذا كان فيه نساء، أو مخالفات شرعية لئلا تقع في الإثم الشديد، فعليك أن تتوب إلى الله مما وقعت فيه سابقاً، وأن تعوض ذلك بنشر الخير والدعوة إلى دين الله، وإفشاء الأخلاق الفاضلة.
وأما تعاون بعض الموظفين في جلب هذه الأعمال وأخذهم الأجر على ذلك فهم مشاركون في الإثم الذي نهى الله عنه بقوله:(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة:2)، والمال الذي يأخذونه من ذلك مال فيه شبهة أيضاً، فالأولى لك ولهم ترك المشاركة في هذه الأعمال كي تبرأ ذمتكم أمام الله، وأوصي الجميع بتقوى الله تعالى والعمل على ما يرضيه، والبعد عما يسخطه. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.