السؤال رقم (223) : ديانة أم الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم الاستغفار لها:17 / 12 / 1429

: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… ما هي الديانة التي كانت أم الرسول صلى الله عليه وسلم تعتنقها قبل وفاتها؟ ولماذا عندما استأذن الرسول صلى الله عليه وسلم من الله أن يستغفر لأمه لم يأذن له الله سبحانه وتعالي؟ حيث قال:(استأذنت ربي أن استغفر لأمي فلم يأذن لي واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي )(صحيح مسلم الجنائز) ولكم مني جزيل الشكر والامتنان.

الرد على الفتوى

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد كانت والدة النبي صلى الله عليه وسلم على الشرك هي وزوجها عبد الله، وقد ماتا على ذلك حيث كانا يعبدان الأصنام تبعاً لقومهما. ومنْع النبي صلى الله عليه وسلم من الاستغفار لوالدته لموتها على الشرك، ومعلوم أن الدعاء بالمغفرة طلبٌ من الله بالعفو عن الذنوب إذا مات العبد على التوحيد، أما إذا مات على الشرك فلا يجوز الدعاء بالمغفرة، ومصداق ذلك قول الله تعالى [وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ..](التوبة). وقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم عرض الإسلام على عمه أبي طالب وهو يموت فأبى فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْهُ، فنزلت [مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ](التوبة) ونزلت [إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ](القصص)(رواه البخاري)، وهو دليل قوي يدل على النهي عن الاستغفار للمشركين.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.