السؤال رقم (4025) : حكم المال المكتسب من عمل محرم…

السؤال:
في البداية أنه كانت لي قاعة للألعاب في ما يسمى ب : Babyfoot و Billiard و هذه القاعة يلعبون فيها صغارا و كبارا على أساس الربح و الخسارة و كنت واضع فيها مذياع فيه أشرطة الغناء كما أنه كانت في بعض الأحيان مشاجرات وسب وشتم ما بين اللاعبين و كما أنها كانت لا تغلق في أوقات الصلاة بل و تستمر أيضا إلى الليل, و قد جمعت فيها مبلغا معتبرا من المال فأعدت تهيئة المحل والآلات وكذا اشتريت و جهزت شقتي بكل اللوازم بهذا المال و اشتريت سيارة أيضا, و كذلك كان مهر الزوجة و مصاريف الزفاف من هذا المال, و كنت أنفق على الأهل و العائلة من هذا المال. و بعدها أخبرني أحد الأصدقاء أن هذه الألعاب حرام و ما كان حرا الأولى أن لا ينتفع بماله, فوجدت الشك في هذه الأموال ثم ذهبت إلى بعض أهل العلم لأستفتي في أمري : فمنهم من قال إن هذه الألعاب حرام و المال المكتسب يكفيك التصدق منه, و منهم من قال أن الأصل فيه الحل و يجوز أمواله و بيعه, و منهم من قال لابد من اجتناب المعاصي و كذا احترام أوقات الصلاة, و منهم من قال أنه لا يجوز و أما المال فإن كان ليس لك رأس مال فانتفع به و يجوز العمل به في هذه الحالة, و منهم من قال أنه لا يجوز و أما الأموال فيمكنك التصدق منها شيئا فشيئا حتى تخرج جميع ذلك المال المجمع من تلك الآلات لكي تطهر أموالك, و بين ذاك و ذاك أصبحت أشكك في أمر أموالي تلك و التي هي رأس مالي و اشتريت بها سيارة و بغض النظر على التجهيزات في بيتي, علما أني توقفت على هذه التجارة منذ مدة و أنا أعمل الآن كموظف, و الآن يا شيخنا أريد أن أستفسر و أعرف الحكم بالجواز أو بالتحريم و المنع : إن كانت هذه الألعاب حرام فما هو الحكم على جميع تجهيزاتي في البيت و السيارة ؟ إن كانت حرام إلا في حالات فما هي ؟ إن كانت تجوز فماذا أصنع بتلك الأموال لكي أريح ضيري ؟ و أود أن أعمل بتلك الأموال تجارة و أخاف أن تكون أموالا حرام ؟ كما أود أن أستعمل المحل الذي جهزته لتجارتي ليس بناءا بل تجهيز فقط بالطلاء و الجبس و المصابيح لكن أخاف أن يكون العمل في هذا المحل لا يجوز و أمواله حرام, فما هو الحكم, إن كان بهدم جميع ما أنجزته أو العمل فيه ولا حرج ؟ أفتونا جزاكم الله خيرا بجميع التفاصيل و الحلول المناسبة يا ورثة الأنبياء . و السلام عليكم.

الرد على الفتوى

الجواب:
يحرم العمل بهذا المحل؛ لأنه قائم على القمار والميسر وارتكاب المحرمات من إهمال الصلاة والسب والشتم وحصول الشحناء والبغضاء. ولهذا لا ينبغي العودة إلى المحل ولا العمل فيه، ولكن استخدمه في عمل مباح.
أما ما حصلته من الأموال وتصرفت فيه فتكفي فيه التوبة والاستغفار والتكثير من الصدقة مستقبلاً لعل الله أن يكفِّر عنك، وإن كان عندك شيء من هذه المال فالأولى التخلص منه وبناء تجارة حلال غير محفوفة بالمعاصي والآثام، واحذر أن تعين من يقع في المعصية قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
أسأل الله أن يرزقك المال الحلال، والرزق الحلال الذي يغنيك عن الحرام (فالحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام) وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.