السؤال رقم (3988) : هل يصاب الإنسان بالسحر أو العين مع محافظته على أذكار الصباح والمساء ؟

السؤال:
هل يصاب الإنسان بالسحر أو العين مع محافظته على أذكار الصباح والمساء مع التفصيل؟ أفتونا مأجورين، والله يحفظكم ويرعاكم

الرد على الفتوى

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فكل داء له دواء، لكن لا بد من موافقة الدواء للداء، وهذا قدر زائد على مجرد وجوده، فإن الدواء متى جاوز درجة الداء في الكيفية أو زاد في الكمية أو نقص فهنا يصبح قاصراً، ومتى لم يقع الدواء على الداء لم يحصل الشفاء، ومتى لم يكن الزمان صالحاً لذلك الدواء لم ينفع، ومتى كان البدن غير قابل له، أو كان هناك ما يمنع تأثيره لم يحصل البرء؛ لعدم المصادفة، أما إذا تمت المصادفة من كل وجه فلا بد أن يحصل البرء.
إذاً لابد أن يكون السلاح صحيحاً في نفسه جيداً، وأن يكون الساعد قوياً وهذا كما يكون في القتال يكون في علاج الأدواء المختلفة، فمتى تخلف أحد هذين الأمرين لم ينفع العلاج فكيف إذا تخلفا جميعاً بحيث يكون القلب فارغاً خراباً، ولا سلاح للرجل يستخدمه.
قال ابن القيم _رحمه الله_ في الطب صـ52: \”فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على الداء بصدق إيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه، لم يقاومه الداء أبداً، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها… فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله، ومن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله\”.
وبهذا يعلم أن الشخص قد يصاب بالمرض مع استعمال الدواء؛ لوجود مانع فيه، أو في استعماله للدواء. وهكذا بالنسبة للأذكار والأوراد فليتنبه لذلك جيداً، وأنصح السائل بالرجوع لكتابي: \”فتح الحق المبين في علاج السحر والصرع والعين\” فقد فصلت فيه هذه المسألة، ولله الحمد والمنة،
فقني الله وإياك لكل خير، وجنبني وإياك أسباب الشر، ونفعنا بالقرآن والأذكار.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.