الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن الله تعالى قدر لعباده أرزاقهم وآجالهم، قال تعالى:[إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ](القمر:49)، فلا يمكن أن ينال فضل الله تعالى إلا بطاعته، حتى لو رأيت بعض الناس يحصلون على هذه الوظائف عن طريق دفع هذه الرشاوى فإنما هي فتنة من الله ليعلم صدق إيمانهم وتوكلهم عليه، وهو مجازيهم بما عملوا، ومعلوم أن الرشوة ضررها عظيم على الأفراد والمجتمعات، فالآخذ والمعطي ملعونان بلعنة الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم:(لعنة الله على الراشي والمرتشي)(صححه الألباني في صحيح الجامع رقم5114)، فالذي يملك مالاً ويدفعه ليحصل على وظيفة يظلم غيره ممن لا يملك مالاً، فهذا يسبب الإضرار بالآخرين والظلم لهم، فنصيحتي لك بتقوى الله تعالى، والحرص على مرضاته، والبحث عن وظيفة دون أن تدفع من أجلها شيئاً، إنما تحصل عليها بجهدك وسعيك وخبرتك بعد الإلحاح على الله في تيسيرها، وأذكرك بقول الله تعالى:[وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ](الطلاق:2، 3). وفقك الله لكل خير ويسر لك أمرك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.