السؤال رقم (3974) : حكم الإساءة لشخص أو ظلمه

نص السؤال:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:ما حكم من أساء لشخص أو ظلمه ومرت الأيام والسنوات والشخص المسيء إليه يحس بحرقة تجاه ذلك الفعل لأنه أذاه، ولكن الشخص المذنب أو الذي أساء إليه لا يبالي ولا يعتبر نفسه ظلمه أو أساء إليه، ولم يطلب منه السماح والحل، وهو لا يطلب منه سوى الاعتراف بالخطأ وإظهار الحق فقط، ولكنه لا يهتم؟

الرد على الفتوى

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمعلوم أن الله تعالى حرم الظلم وجعله بين العباد محرماً، فقال في الحديث القدسي:[يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا](رواه مسلم)، وعلى ذلك فإذا كان من ظلمكِ لم يعترف بظلمه لكِ ولم يطلب منكِ السماح منه فحسابه على ربه هو الذي يجازيه به يوم القيامة، فيأخذ من حسناته بقدر المظلمة وتعطى هذه الحسنات لمن ظلمه، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات المظلوم فوضعت على سيئات الظالم فأخذ وكب على وجهه في النار، فعليك أختي الكريمة أن تسامحي هذا الشخص امرأة كانت أو رجلاً لقول الله تعالى:[وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى] (البقرة:237)،وقول النبي صلى الله عليه وسلم:(وأن تعفو عمن ظلمك)(ضعفه الألباني في الترغيب والترهيب ج2رقم 1496) وهذه تحتاج منك إلى قوة إيمان وحرص على رضا الله تعالى، واطردي من قلبك الهم والحزن،واقبلي على طاعة الله ففيها السعادة والراحة، وتذكري قول الله تعالى:[وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ](الحشر:10). وفقك الله لكل خير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.