الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلا حرج على المسلم أن يدعو غيره من غير المسلمين للطعام والشراب على سبيل تأليف قلوبهم لحب الإسلام والدخول فيه ودعوتهم إليه لقول الله تعالى:[لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ](الممتحنة:8).
والذي لا يجوز تجاه غير المسلمين دعوتهم إلى الطعام والشراب لمحبتهم والتقرب إليهم، بل على المسلم أن يبغض الكافر ويكرهه لما هو عليه من الكفر لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله عز وجل)(صححه الألباني في صحيح الجامع رقم2539)، فهناك فرق بين التعامل معهم وبين الحب القلبي الذي يترتب عليه موالاتهم ونصرتهم، فهذا خاص بالمسلمين، ولقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يتعامل مع الكفار ويأكل من طعام اليهود، ويبيع منهم ويشتري، وقد توفي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهون عند يهودي في تعامل معه. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.