السؤال رقم (3968) : التنازل عن بعض السنن من أجل العمل

نص السؤال: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: شيخنا الفاضل: تخرجت من معهد تكوين الأئمة ولحد الساعة مازلت لم أعمل في أحد المساجد، ولسوء إدارة وزارة الشؤون الدينية في بلدنا وكون وزيرها صوفي وبعض بل أكثر عمال الشؤون الدينية عبر التراب الوطني أصبحوا يشجعون الصوفية، وظهرت هناك في بلدنا بما يسمى حملة تطهير السلفيين سواء من المساجد أو غيرها، وهذا ما صرح به الوزير وغيره من البطانة التي تريد التقرب إلى وزيرها. وقد حدث مثل هذا معي.. حتى قال لي أحدهم: نحن على استعداد بأن نضحي بفئة كبيرة من الأئمة ويقصد بها الأئمة السلفيين.
جاء في جريدة محلية ما مضمونه: هو قطع ما يسمى بلباس نصف الساق وتوحيد لباس الأئمة على اللباس الجزائري التقليدي (القندورة) وسؤالي هو استشاري: أنا في أخذ ورد بين أن أعمل في هذا القطاع أو أتوقف، علما أنهم يمارسون على الإخوة السلفيين ضغطات تضطر أحدهم إلى أن يتوقف. قال لي أستاذ بالحرف الواحد: عليك باللحية وإسبال القميص والسروال. فما هو توجيهكم وبارك الله فيكم.

الرد على الفتوى

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأوصيك أخي الكريم بالتمسك بما كان عليه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يغرنك مخالفة الناس لسنته، بل يجب علينا جميعاً نصرة سنته والذب عنها، والعمل على إظهارها لأن فيها الخير والنجاة في الدنيا والآخرة، قال تعالى:[فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ](الأعراف).
ولقد ابتلي سلف الأمة بسبب تمسكهم بالدين القويم فما كان منهم إلا أنهم صبروا وتحملوا الشدائد من أجل إرضاء الله تعالى ونيل جنته، فعليك بالتمسك بهديه الظاهر ففيه إغاظة للكفار والمنافقين، ولا تتنازل عن شيء من دينك فالنجاة لنا ولك في العاجل والآجل هو السير على نهجه واتباع سنته، قال تعالى:[لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ..](الأحزاب).
وأما بالنسبة للعمل فسوف يجعل الله لك مخرجاً، قال تعالى:[وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ](الطلاق). وفقك الله لكل خير وثبتنا وإياك على صراطه المستقيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.