الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلقد خلق الله تعالى ملائكته لأمورٍ عظيمةٍ ومهامٍ جليلةٍ، ومن هؤلاء الملائكة من جعلهم الله تعالى لتدوين أعمال المكلفين، ولقد وكل الله بكل إنسان اثنين من الملائكة أحدهما يكتب الحسنات، والآخر يكتب السيئات، قال تعالى [وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ](الانفطار)، وقوله [مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ](ق).
وهؤلاء الملائكة يكونون مع المكلف في أي مكان كان، ويكتبون ما يتلفظ به وما يفعله حتى ولو كان في مكان قضاء الحاجة، فهذه وظيفتهم التي أُمروا بها، وهذا ما نؤمن به كما جاء ذلك عن ربنا تبارك وتعالى.
وإذا مات المكلف طوت الملائكة الحفظة صحيفته ورفعتها إلى الله جل وعلا، ويوم القيامة تُنشر هذهِ الصُحف، فمن آخذٍ كتابه بيمينه، ومن آخذٍ كتابه بشماله، ومن آخذٍ كتابه من وراء ظهره. نسأل الله الكريم أن يجعلنا ممن يأخذون كتابهم بأيمانهم، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.