السؤال رقم (3953) : أخاف أن لا يقبل الله مني توبتي

نص السؤال: السلام عليكم يا شيخ حياك الله .. أنا يا شيخ كنت مصاب بداء عظيم ولكني تبت والحمد لله، ولكني أخاف أن لا يقبل الله مني توبتي أو لا أوفق إلى توبة صادقة وأن لا يكتب لي بحسن الخاتمة مع العلم أني قرأت عن هذا الداء في كتابكم التوبة وظيفة العمر ولكن لم يهتدي بالي إلى أمر معين لأن بعض العلماء قال يقتل،والآخر قال يرجم،والآخر قال لا يوفق لتوبة نصوح ويختم له بسوء الخاتمة فأرح بالى بارك الله فيك يا شيخ وأعطني الجواب الشافي وأعتقد أنك فهمت ما هو الداء العضال، بالله عليك لا تترك رسالتي هكذا، وإذا كانت لا يجوز نشرها فأرسل لي الرد على الإيميل.. وجزاك الله خيرا.

الرد على الفتوى

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن الله تعالى هو أكرم الأكرمين، وهو أرحم الراحمين، وهو أعلم بضعف عباده وحاجتهم إلى فضله، والعبد مهما وقع فيه من الذنوب وتاب إلى ربه وصدق في توبته تاب الله عليه، وأبدله بالسيئات حسنات، قال تعالى [وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً](الفرقان)، وقد اقتضت حكمة الله تعالى أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وقد ضمن المولى جل وعلا لمن تاب من الشرك وهو من أعظم الذنوب أن يتوب عليه فما بالك بما هو أدنى من الشرك، فأبشر بالخير، وأقبل على ربك، واصدق في توبتك، وابتعد عن كل ما يذكرك بماضيك، والزم طاعته، وأكثر من ذكره، وقم بين يديه في آخر الليل وادعه بأحب الأسماء إليه، وقل ها أنذا بين يديك، تائب إليك، فلا تردني خائباً ولا عن جنابك خاسراً فأنت أرحم الراحمين وأنت أكرم الأكرمين، وعندئذ ترى الخير من ربك والفضل منه والعون ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل (لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلاً وبه مهلكه ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده)(رواه البخاري). أسأل الله تعالى أن يمن عليك بالتوبة النصوح، وأن يعينك على كل خير، وأن يصرف عنك كل شر إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.