السؤال رقم (3951) : هل أستمر في طلب العلم والتفرغ له أم لا؟
نص السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم.. أصحاب الفضيلة العلماء ..السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.. جزاكم الله عنا كل خير في الدنيا و الآخرة : أبلغ من العمر 26عاما، غير متزوج، حصلت علي مؤهل جامعي, وليس لي دخل ثابت، أعمل يوما بائعا في محل ويوما آخر عامل في مصنع، وهكذا. أعيش في قرية فقيرة الموارد المالية والعلمية (شريعة والعلوم الدنيوية), فقيرة بالأمن علي من هم مثلي من الملتزمين بدينهم، فقيرة بأهل الخير من الصالحين والعلماء أولي الحكمة الدالين علي الخير. فلما كان الأمر علي ذلك، عزمت علي الهجرة إلي بلد أخري أحسن منها حالا، علي أن أعمل في مصنع عملاً شاقاً لمدة 8 ساعات لعل الله بعد ذلك أن يرزقني خيرا منه؛ ولكن لم يمضي أسبوع حتى أصبت في ظهري من جراء هذا العمل ولم يعد معي مالاً يكفيني لأن أمكث في هذا البلد حتى أجد عملاً أخف من هذا؛ فعزمت علي العودة إلى قريتي. فبينما أنا كذلك عرض علي أحد الإخوان أن يقوم بكفالتي من أكل ومسكن علي أن أتفرغ لطلب العلم الشرعي وحفظ كتاب الله؛ فقبلت الأمر فوراً، وبعد انتظامي في الدراسة لمدة شهرين تقريباً بدأت أشعر بأنني عالة علي غيري وأني آكل من غير كسب يدي رغم أنني مازلت قادراً علي الكسب. بدأت أشعر بالدونية والمذلة كلما ذهبت لأخذ المصروف الشهري، مع العلم أنه بالكاد يكفي الطعام والسكن. أشعر بالألم كلما سمعت عالماً يتحدث عن قيمة العمل والكسب الحلال، وعن مهانة من يجعل نفسه عالة علي غيره وهو قادر علي الكسب. أنا في حيرة من أمري لا أدري أي الأمرين خير لي وأكرم في الدنيا والآخرة: هل أستمر في طلب العلم والتفرغ له وكفالة هؤلاء الصالحين لي. أم أترك هذا وأطلب العمل مع القليل من العلم. أرجو من فضيلتكم توجيهي ونصحي وإرشادي، وجزاكم الله عنا كل خير.
الرد على الفتوى
الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإذا كانت عندك رغبة قوية وهمة عالية لطلب العلم، وتيسرت أسبابه فالأولى لك الاستمرار في طلب العلم حتى ولو كان ينفق عليك أهل الخير من أجل ذلك، ولا حرج عليك في هذا الأمر لأن من يقومون بمساعدتك يبتغون الأجر من الله، ويريدونك أن تنفع المسلمين بتحصيل العلم الشرعي.
أما إذا كان الأمر عكس ذلك وليست عندك رغبة ولا همة في طلب العلم فالأولى في حقك السعي على الكسب الحلال وطلب الرزق من مظانه حتى لا تكون عالة على غيرك، وفي أثناء عملك يمكنك طلب العلم الشرعي حسب ما يتيسر لك. وفقك الله لكل خير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.