السؤال رقم (3950) : حكم التنازل عن مسجدنا الحالي للانتقال لمسجد في مكان آخر
نص السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلي الله عليه وسلم شيخنا الفاضل: نحن جماعة نصلي في مسجد في أتلانتك سيتي في أمريكا – مدينة للقمار- تقام فيه بحمد الله كل الصلوات وله إمام دائم. تم في الفترة الأخيرة تغيير في تخطيطات المدينة بحيث تم السماح ببناء صالات للقمار (كازينو) في المنطقة المقام فيها المسجد والذي بطبيعة الحال يحتوي علي فندق وما يتبعه من خدمات. وفعلاً قامت إحدى الشركات بشراء معظم المباني المحيطة بالمسجد وفي طريقها لشراء ما تبقي من المباني ما عدا مبني واحد والمسجد وذلك لبناء كازينو جديد ملاصق للمسجد من كل الجهات. في الأسابيع الماضية بدأت هذه الشركة بتقديم عروض لشراء مبني المسجد وبعد محادثات معهم تقدموا بهذا العرض: * استبدال مبني أكبر حجماً يحتوى على أرض كبيرة (باركينج) لصف السيارات بالمبنى الحالي – علماً بأن المسجد الحالي قد ضاق بالمصلين في صلاة الجمعة. *شراء أرض جديدة خارج المدينة كنا نحاول جمع المال لشرائها وهي إن شاء الله سوف تخصص لبناء مركز إسلامي جديد يحتوي علي مدرسة إسلامية نحن في أشد الحاجة إليها- علما أنه تم جمع عشر ثمنها فقط من الصدقات في مدة لا تقل عن ثلاث سنوات. *دفع مبلغ من المال يقدر بخمسة أضعاف ثمن مبني المسجد بعد خصم ثمن المبني الجديد والأرض المشار إليها سابقاً وإن شاء الله سوف يخصص هذا المال للبدء في مشروع المدرسة. سؤالنا لفضيلتكم: هل يجوز لنا شرعاً أن نقبل هذا العرض علماً بأنه قد يصيبنا والله أعلم بعض الضرر في حالة رفض العرض مثل صعوبة صف السيارات لزيادة كثافة السيارات خاصة يوم الجمعة مما قد يؤثر علي قدوم المصلين إلي المسجد. إحاطة المسجد ببيئة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى قد تؤثر على ذهاب أولادنا ونسائنا إلي المسجد -علما أننا لا نعلم أي المباني سوف تلاصق المسجد. هل من الأفضل الخروج من هذه المدينة باستبدال مكان أكبر خارج المدينة بالمبنى الحالي للمسجد علما بأن معظم رواد المسجد في الصلوات الخمس يعملون في المدينة وقد يؤدى الخروج من المدينة والله أعلم إلى فقد هؤلاء المصلين لأنه من الصعب لأسباب متعددة منها الحصول على تصاريح إقامة المسجد والعثور على مكان قريب من المدينة. والله نسأل أن يوفقكم إلى ما فيه خيرا للمسلمين كافة وإرشادنا لما فيه خيرا لنا في ديننا ودنيانا عاقبة أمورنا. ونرجو من فضيلتكم الرد في أقرب وقت ممكن وذلك لضيق الوقت لدينا. ونرجو إفادتنا إذا أمكن برد مفصل لهذه المسألة لتسهيل عرضها على الناس. و جزاكم الله عنا وعن المسلمين جميعا كل خير وجعلكم عونا للمسلمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرد على الفتوى
الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي يظهر لي أنه إذا ثبت لكم أن بقاءكم فيه ضرر ظاهر عليكم ولم يترتب على الانتقال آثاراً سلبية وتأكدتم من حصول التصريح ببناء مسجد آخر في مكان أنسب من هذا المكان فلا حرج عليكم، لكن احذروا من الاستعجال في التفريط في المسجد القائم قبل أن تتيقنوا من بديل مناسب من جميع الوجوه، وعليكم بتكثيف الدعاية والإعلان لرواد المسجد، وتهيئة وصولهم إلى المكان الجديد، ولعله يتحقق من الخير لكم ما لم تحسبوا له حساب وأجر من ساهم في المسجد القديم باق لأن مساهمته ستنتقل إلى المسجد الجديد. وفقكم الله لكل خير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.