السؤال رقم (3949) : حاول رجل أن يقنعني بشراء امرأة منه

نص السؤال: السلام عليكم فضيلة الشيخ.. من أيام سافرت من المملكة إلى دولة عربية وهناك حاول رجل أن يقنعني بشراء امرأة منه كانت بصحبته وهما ليسا مسلمين فالرجل كافر وكذلك المرأة كافرة ، وقد جاءا لتلك الدولة العربية من خارجها من مكان ما، وعندما سألت ذلك الرجل كيف لك أن تبيع تلك المرأة قال لي أنه يملكها بعد إن اشتراها من حيث جاء بها وقد دفعني الفضول للحديث مع تلك المرأة فقالت لي أن ذلك الرجل قد اشتراها حقا وأنها ملك يمينه، وقد طلب مني الرجل مبلغاً من المال نظير بيع تلك المرأة لي، ثم علمت بعد ذلك من المرأة أنها ليست موافقة على أن أشتريها من ذلك الرجل، ورغم ذلك لا يزال الرجل مستمر في عرضه ولا يزال يحاول إقناعي بشراء تلك المرأة منه، والحقيقة أن الموضوع برمته قد أثار استغرابي ودهشتي فلم أتوقع يوماً أن يصادفني مثل هذا الأمر ، لذلك اسمحوا لي بسؤالكم هل يجوز لي شراء تلك المرأة لتكون ملك يمين لي رغم كونها ليست موافقة على أن أشتريها من ذلك الرجل، أم يشترط موافقتها لشرائها، أم أن شرائها ليس بجائز قبلت هي أم لم تقبل؟ وفي حال كون ذلك ليس بجائز هل من واجبي إبلاغ السلطات المختصة عن ذلك الشخص .. أفيدوني أثُابكم الله عني خير الجزاء..

الرد على الفتوى

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذا العمل من الرق المحرم شرعاً، ولا يجوز لهذا الرجل بيع هذه المرأة لك أو لأحد غيرك، وقد قال صلى الله عليه وسلم (قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومنهم: ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره)(رواه البخاري)، وعليك أخي الكريم بالإبلاغ عن هذا الشخص حتى تقوم الجهات المختصة في هذا البلد بتوقيفه والتحقيق معه فيما يدعي.
والرق الشرعي هو ما نتج عن جهاد حقيقي بين المسلمين والكفار، فكل من أسر من الكفار بيد المسلمين يعتبر رقيقاً يجوز لولي أمر المسلمين أن يتصرف فيهم حسب ما تقتضيه المصلحة الشرعية. قال تعالى [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنْ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمْ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ *وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ](الأنفال:70،71). والذي نعرفه الآن أنه لا يوجد رق مطلقاً لأنه حصل اتفاق دولي على إنهائه ومنع استرقاق الإنسان، فمن يباع ويشترى الآن كلهم أحرار، ولكن ظروف الحياة قد تدفع البعض لبيع أولاده ومن تحت يده كما حصل في بعض البلاد الإفريقية والأسيوية وغيرها. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد