السؤال رقم (3948) : معنى قوله تعالى ( وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة )
السؤال:
السلام عليكم فضيلة الشيخ سألنى ولدى عن الأية الكريمة فى سورة ال عمران ( وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة ) فسألنى ابنى هل هذا يعنى أن الذين اتبعوا رسول الله عيسى عليه السلام وعلى أمه سيكونون ظاهرين الى يوم القيامة بما فيهم نحن المسلمون وحيث أن الله وعدهم بذلك . الحقيقة أنا أجبت ابنى بما يأتى ان هذا سيكون عند نزول المسيح عيسى بن مريم فى أخر الزمان فالرجاء من فضيلتكم افادتنا عن هذا الموضوع وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم
الرد على الفتوى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فيقول الله تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ). [آل عمران: 55]
الخطاب في هذه الآية لعيسى عليه الصلاة والسلام أي الذين اتبعوا ما جئت به وهم خلص أصحابه الذين لم يبلغوا في الغلو فيه ما بلغ من جعله إلهاً، ومنهم المسلمون فإنهم اتبعوا ما جاء به عيسى عليه الصلاة والسلام، ووصفوه بما يستحقه من دون غلو فلم يفرطوا في وصفه كما فرطت اليهود، ولا أفرطوا كما أفرطت النصارى.
وقال بعض أهل العلم: بل المراد بـ \”الذين اتبعوك\” النصارى الذين هم أتباع عيسى لا يزالون ظاهرين على اليهود غالبين لهم قاهرين لمن وجد منهم، فيكون المراد بـ \”الذين كفروا\” هم اليهود خاصة، وقيل: هم الروم لا يزالون ظاهرين على من خالفهم من الكافرين.
وقيل: هم الحواريون لا يزالون ظاهرين على من كفر بعيسى عليه الصلاة والسلام.
ومعلوم أن غلبة النصارى لطائفة من الكفار، أو لجميع طوائف الكفار لا ينافي كونهم مقهورين مغلوبين بطوائف المسلمين، وهذا هو مقتضى دلالة النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة.
وأما ما أشرت إليه أخي السائل من كونها حين ينزل عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان فهذا قول لبعض أهل العلم، وقد أشار إليه بعض المفسرين أن المراد بالآية حين ينزل عيسى عليه الصلاة والسلام، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويحكم بين العباد بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك الوقت يكون المسلمون أنصاره وأتباعه.
وقد أفرد العلامة الشوكاني هذه الآية بمؤلف خاص أسماه \”وبل الغمامة في تفسير: (وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ).
وفقك الله للعلم النافع، والعمل الصالح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.