السؤال رقم (3938) : أعمل بشركة ولكن لا يُسمح لي بإعفاء اللحية فما رأيكم ؟
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله فضيلة الشيخ أنا مقيم في دولة أوروبية وأعمل بشركة ولكن لا يُسمح لي بإعفاء اللحية أما الصلاة وغيرها فلا يمانعون من ذلك وأنا أعمل في بلاد الكفر من أجل فرق العملة وذلك لكي أرجع وأقيم في بلد مسلم وأشتري مسكناً لأقيم فيه مع عائلتي فما رأيكم فضيلة الشيخ ؟
الرد على الفتوى
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأنت مأمور بأن تتقي الله حسب استطاعتك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، و الله جل وعلا يقول: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن: 16]، ويقول الرسول _صلى الله عليه وسلم_: \”إذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيءٍ فاجتنبوه\”.
وأنت إذا كانت إقامتك في هذه البلاد لابد منها، ولا تستطيع على بعض التكاليف الشرعية فافعل ما تستطيع، أما إن كانت إقامتك غير ضرورية، وتستطيع الخروج من هذه البلاد إلى بلاد غيرها تقوم فيها بما أوجبه الله عليك فلا يجوز لك البقاء من أجل فرق العملة مع ما يترتب على ذلك من ترك بعض المأمورات الشرعية، والقاعدة الشرعية في ذلك هي: العمل بما تستطيع، ولا تلحق بنفسك ضرراً، فالإكراه له أحكامه الشرعية، قال تعالى: (إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ) [النحل: 106].
وأما إذا كانت المسألة مسألة مصالح، ومفاسد فدرء المفسدة مقدمٌ على جلب المصالح.
وفقك الله لهداه، ويسر أمرك. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.