السؤال رقم (3933) : هل الكلام في الفاسق؛ لبيان فسقه، وتحذير الناس منه يعتبر من الغيبة؟
السؤال:
السلام عليكم. أمرنا رسول الله أن نذكر الفاسق بما فيه ليكون الناس على حذر منه.إذن كيف يمكننا أن نفرق بين هذه المسألة وبين الغيبة خصوصا إذا كان هذا الفاسق غائبا ونحن نذكره في غيابه؟
الرد على الفتوى
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالكلام في الفاسق؛ لبيان فسقه، وتحذير الناس منه لا حرج فيه، لكن لا يكون ذلك على سبيل الانتصار للنفس، أو الظلم للغير، والمدار هنا على النية، فما دام قصدك بيان فسقه، وتحذير الناس من ذلك مخافة تأثرهم به فلا حرج عليك.
أما إن كنت تهدف إلى الاستهانة به، وذمه، والسخرية منه دون النظر إلى فعله فهذا لا يجوز وهو داخلٌ في الغيبة المحرمة التي وصفها الله بأشنع الأوصاف، وأخسها. قال تعالى: (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ) [الحجرات: 12]، وقال صلى الله عليه وسلم: \”الغيبة ذكرك أخاك بما يكره\” قيل: أرأيت إن كان فيه ما أقول؟ قال: \”إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته\”.
عصمنا الله وإياكم عن قول الحرام، وجنبنا وإياكم الظلم، والاعتداء على الآخرين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.