السؤال رقم (265) : رأى الشرع في كتابة الفن القصصي. 3 / 1 / 1429

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … شيخي الفاضل عبد الله الطيار رعاك الله وزادك علما ونورا وقبولا ورفعة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
س1: ما رأى الشرع في كتابة الفن القصصي بشكل عام وإن كانت القصص خيالية أو فيها مزج من الخيال فما الحكم؟ وما أقوال العلماء فيها؟ من جوزها أو كرهها أو حرمها.. والراجح في ذلك مع الدليل؟
س2: ما الضابط الشرعي في كتابة القصة؟ وماذا أبلغ من أدرسهم من طالبات ومن يحضر درسي من كادر تعليمي وهم من العامة؟
س3: ما الحكم في اقتباس مرئيات شيخ من المشايخ من أحد كتبه عن اللغة العربية وإضافتها للمجلة ونشرها مع نسبتها إليه, وهل يلزم إذن الشيخ مسبقا.؟ شيخي لو تفضلت أطلب إتحاف مجلتنا الموسومة (الدرر واللآلئ المنثورة في لغة القرآن المنصورة) بكلمة منكم عن اللغة العربية… جعلنا الله وإياكم شيخي من أهل الإخلاص والاتباع ومن عباده المقبولين وتقبل منا ومنكم وبارك وجزاك ربي عني بجنات النعيم.

الرد على الفتوى

الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلا يمنع الشرع من كتابة الفن القصصي ما دام أنها قصص واقعية وتحتوي على الصدق عند إيرادها، وقد كتب كثير من العلماء قديماً وحديثاً حول هذا الفن وأوردوا الكثير من القصص القرآني والقصص النبوي وغير ذلك مما نقل عن علماء المسلمين ممن عاشوا فترات من تاريخ الأمة ككتب السيرة، وقصص الخلفاء الراشدين، وغير ذلك. أما إذا كانت القصص خيالية، أي ليست من الواقع فقد اختلف العلماء في حكمها:
فمنهم من قال بجوازها إذا كانت هادفة ومفيدة، كقصص الأطفال التي تعلمهم الخير والحرص على الأخلاق الكريمة.
ومنهم من قال بعدم جوازها إطلاقاً لاحتوائها على الكذب المنهي عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم (..وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)(متفق عليه). والذي أراه أنه لا يجوز كتابة القصص الخيالية لما مرّ من دليل النهي عن الكذب، والأولى أن يكتفى بما ورد من القصص القرآني والقصص النبوي ففيهما الكفاية عما سواهما.
والضابط الشرعي عند كتابة القصص أن تكون حقيقية وواقعية وعاصرها من كتبها وحضر حوادثها أو سمعها وتثبت منها أو قرأ ما يثبتها، وأن تكون محتوية على العظة والعبرة والحث على الخير، ولا حرج في تصرفك بالأسلوب المناسب بحيث ينجذب السامع والمتلقي لتلك القصص.
وأما اقتباس مرئيات بعض المشايخ من إحدى كتبهم حول موضوع اللغة العربية أو غيرها فلا حرج فيها ما دام يتضح للقاريء أن هذا كلام الشيخ فلان وإثبات المرجع المنقول منه، وأما نشر تلك المرئيات بدون الرجوع إلى كاتبها، وبدون عزو ذلك ففيه نظر، إلا إذا تم الرجوع إليه واستئذانه في ذلك وهذا من الأمانة العلمية عند النقل
من الكتب كما قال تعالى [إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا] (النساء).
وعليكِ أختي الكريمة بتوجيه من حولكِ إلى الاستفادة من القصص القرآني والقصص النبوي ففيهما خير كثير وهما يحتويان على الصدق والعظة والعبرة والتوجيه للخير، وهما خير بديل عن القصص الخيالية التي لا فائدة فيها والتي تحتوي غالباً على الكذب ونشر الفواحش والفجور، وفيهما الإعانة على الإثم وغير ذلك من الأسباب المانعة شرعاً. وفقك الله لكل خير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.