السؤال رقم (269) :مكانة العلماء في الإسلام .3 / 1 / 1429

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… ما هي مكانة العلماء في الإسلام؟

الرد على الفتوى

الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالعلماء في الأمة لهم مكانة عالية، ومقام عظيم، لأنهم الشموع المضيئة، والأعلام الهادية، والأدلاء على الخير، وهم بحر الأمة الدافق، وقلبها النابض، وبلسمها الشافي، وهم أهل الصلاح والتقى، وهم أهل الطاعة والعبادة.
كيف لا وقد أثنى الله جل وعلا عليهم في كثير من الآيات من كتابه الكريم فقال جل وعلا [..يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ..](المجادلة)، وقال تعالى[شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ](آل عمران)، وقال تعالى [..إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ..](فاطر)، وقال تعالى [فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ..](النحل).
وقال صلى الله عليه وسلم (..وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)(رواه أبو داود، وصححه الألباني في صحيح الجامع)، وقال أيضاً (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم إن الله عز وجل وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير)(رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع). ولما كانت هذه مكانة العلماء فواجب على المسلمين في كل زمان ومكان الحفاظ على علمائهم وإجلالهم وتوقيرهم واحترامهم وعدم الاستخفاف بهم أو الزراية عليهم، ويجب عليهم أيضاً الرجوع إليهم فيما يشكل عليهم، والرد عليهم فيما خفي، وأن يصدروا عن أقوالهم ولاسيما في قضايا الأمة العامة لأنهم الذين يردون الغوي إلى الرشاد، والضال إلى الهدى، والمنحرف إلى الصراط المستقيم، وهم الذين يدفعون عن المنهج الإسلامي الرشيد تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
أسأل الله تعالى أن يحفظ علماء المسلمين في كل مكان، وأن يعلي شأنهم، وأن يعينهم على إبلاغ دعوة الله تعالى للبشرية جمعاء، وأن يسددهم ويوفقهم لما فيه خير الإسلام والمسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.