السؤال رقم (272) : موقف العلماء من أزمة غزة. 4 / 1 / 1429

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…أيها العلماء إما أن تقولوا كلمة الحق أمام سلاطينكم وتنذرونهم بشاعة ما يقومون به من سكوت عن مناصرة إخواننا وضرورة إعلان الجهاد ضد الكفرة من اليهود في فلسطين أو أن تلقوا ربكم بمنقلب سيء. أين فتاويكم التي أصدرتموها ضد حزب الله أيام معارك الصيف؟ أخرجوها الآن فإن الذين يموتون هم من أهل السنة والجماعة وأنا من أهل السنة والجماعة. ستسألون يوم القيامة، ويا له من موقف؟ عمر الجزائر-

الرد على الفتوى

الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن تلك الأمور لا تؤخذ بالحماس والاندفاع إنما تؤخذ بالتؤدة والرفق، ولو قرأت هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم في ذلك لوجدت أن أكثر أخطاء المسلمين جاءت نتيجة لمخالفتها هديه في هذا الباب، وما يحصل الآن في بلاد المسلمين من الاعتداء عليها من الكفار يحتاج ذلك إلى الرجوع إلى أهل العلم الربانيين الذين لا يألون جهداً في الوقوف مع إخوانهم بشتى الصور، وليس عدم ظهور تلك المواقف أمام غالب المسلمين أن العلماء لا يتكلمون ولا يناصرون إخوانهم فهذا من الظلم الفادح للعلماء.
وطرق النصرة للمسلمين في وقتنا الحالي تحتاج إلى حكمة وجهد ومشورة لأنها ليست بالسهولة بمكان حيث غلب على بلاد المسلمين الظلم، وتسلط الظالمين على المسلمين وقد يكون من بني جلدتهم، وحري بالمسلم أن يحسن الظن بإخوانه، وأن يتعامل مع تلك الأمور برفق وتؤدة لئلا يقع في أعراض العلماء ويقدح في إخلاصهم وعلمهم. وعلى المسلم أيضاً أن ينصر إخوانه بقوة التزامه بدينه والدعاء لهم بظهر الغيب أن ينصرهم الله على أعدائهم. أسأل الله تعالى أن ينصر دينه ويعز أوليائه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد