السؤال رقم (3925) : هل يتحد الشباب السلفي مع الشباب الإخواني في العمل السياسي؟

السؤال:
سيدي الفاضل ،أنا شاب في الخامسة و العشرين من العمر أعمل نائبا للجراحة في القاهرة،أحب الإسلام وأريده أن يسود العالم و أحب السلفية ونقائها و التزامها بالدليل وعدم تعصبها للأشخاص.منذ خمس سنوات و أنا أطلب العلم الشرعي و قطعت بحمد الله شوط لا بأس به.عندما قرأت لك بعض مقالاتك استحضرت الحكمه التي تقول إن الحق لا يعرف بالرجال و لكن الرجال هم الذين يعرفون بالحق،فلم أكن قد سمعت بك من قبل و لكني وجدتك سلفيا في موضوعيتك و إلتزامك بالدليل و احترامك للآخر،سلفيا في مضمون كلامك وحتى لا أطيل عليك فسأدخل في الموضوع ألا وهو خمسة أسئلة عن مشاركة الإسلاميين في الحياة السياسية.ألا يستطيع الإسلاميون المشاركة في الحياة السياسية بدون دخول البرلمان؟هل يستطيع الإسلاميون دخول البرلمان بدون تمييع قضية الحاكميه؟هل يجب على الإسلاميين قبل أن يدخلوا لحياة السياسية أن يدفعوا الضريبة التي هي المداهنة في الدين والتنازل عن الثوابت مثل أن الله هو مصدر التشريع و ليس الشعب وعقيدة الولاء و البراء و رفض حرية الإلحاد و الكفر بدعوى حرية الفكر و حرمانية الربا و الخمر والزنا و العري؟ هل فعلا حصاد تجربة الإسلام السياسي غير مشجع وأن الغرب يرفع شعار لا ديمقراطية لأعداء الديموقراطية كما رفع جمال عبد الناصر شعار لا حرية لأعداء الحرية و أنهم تساهلوا مع تجربة الإسلام السياسي في الكويت لأن الكويت دولة غير مؤثرة في المنطقة،أما إذا تعلق الأمر بإحدى الدول المؤثرة مثل مصر فإنها سوف تلقى نفس مصير الجزائر؟الدعوة السلفية لا تستطيع دخول الحياة السياسية لأن ذلك يتطلب مناورات قد تؤدي إلى إزدواجية بين الخطاب الدعوي و الخطاب السياسي مما سيفقد السلفية دورها الرئيسي وهو حراسة الدين والحفاظ عليه من التحريف والتبديل لتتسلمه الأجيال نقيا واضحا،فهل هذا صحيح؟إن عدد الشباب السلفي في مصر كبير جدا و هم كالمارد في القمقم و إن خروجه إلى الحياة السياسية وإتحاده مع شباب الإخوان سوف يقلب الموازين و يحرك المياه الراكدة.إن هذا القطاع العريض يستحق المجهود العملاق ليستقطب إلى الحياة السياسية ولن يستقطب إلا بخطاب سلفي .و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الرد على الفتوى

الجواب:

العمل لهذا الدين واجبٌ بقدر الاستطاعة شريطة ألا يترتب على ذلك محاذير شرعية، فالغاية لا تبرر الوسيلة، ومتى حسنت النوايا، وصحت العزائم، وصدق المسلمون مع ربهم، ومع أنفسهم، ومع الآخرين فالله _جل وعلا_ سيحقق على أيديهم الخير لهم، ولبلادهم.
ولذا فمثل هذه القضايا يحسن أن لا يجيب فيها شخصٌ بعيدٌ عن الواقع بل تطرح على علماء البلد الذين يعايشون الأمر، ويعرفون الواقع، ويدركون ما يترتب على الأحكام الشرعية، وهنا يتحقق للجميع الخير، ويندفع الشر، والواجب التعاون في مجالات الخير، والبعد عن كل ما يورث الفرقة والخلاف، قال الله _تعالى_: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) [آل عمران: 103].
وبناءً على ما سبق فأي مجالٍ يفسح فيه للمسلم، ويهيئ له العمل لهذا الدين فيجب عليه ألا يتأخر بل يبادر للعمل بجدٍ، وإخلاص، لكن يحذر من الإضرار بأحدٍ، أو التنازل عن واجباتٍ شرعية، ومن القواعد الشرعية قاعدة: درء المفاسد مقدمٌ على جلب المصالح، وقاعدة: تقديم أعلى المصلحتين على أدناهما.
وفق الله الجميع لرضاه، وأعان كل عاملٍ للإسلام. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.