السؤال رقم (3917) :امرأة ترقي الناس وتأخذ أموالا كثيرة وتطلب اسم المريض…فما رأيكم؟؟

السؤال:
فضيلة الشيخ _حفظه الله _ هناك امرأة تقوم بالرقية على الناس، وهي معروفة بصلاحها، وتقواها، وقد لوحظ عليها عدة أمور: 1_ أنها تقول إذا كان المريض إصابته بالعين قوية، وقد أثرت عليه فإنني أتعب كثيراً عند رقيته. 2_ أنها تأخذ أموالاً مرتفعة جداً عند قرائتها في الماء فمثلاً تأخذ مائة ريال على قارورة الماء الصغيرة، ومائتي ريال على قارورة الماء الكبيرة. 3_ أنها تطلب اسم الشخص عندما تقرأ له في ماء، وتقول: لكي أضع اسمه على الماء، وكذلك لكي تكون القراءة مخصصة له، وتقول: إذا أردتم الرقية أن تكون عامة فأجعل القراءة (مسيَّرة) أي عامة لكل أحد. فما رأيكم في ذلك حفظكم الله ورعاكم.

الرد على الفتوى

الجواب:

من واقع ما ذكرت في سؤالك عن هذه المرأة:
أولاً: فإن الحسد من أشد الأمراض التي تصيب المحسود، وقد تؤدي به إلى الهلاك والعياذ بالله، وتختلف أحوال الحاسد والمحسود من حيث القوة الداعية للحاسد، واستجابة المحسود لها، فإن كان الحاسد قوياً احتاج المحسود إلى جهدٍ كبيرٍ في رقيته، وإن كان أقل فأقل، ولا بد للراقي أن يستعين بالله _تعالى_ وأن يلتزم بالوارد من الكتاب والسنة.
ثانياً: أخذ هذه المرأة أموالاً مرتفعةً من أجل القراءة على الماء _ منافٍ للمقصد الأهم، وهو: نفع المسلمين، ودفع الضر عنهم _بإذن الله_ وبقدر حرصها على ذلك بقدر ما تحصله من الأجر العظيم والثواب الجزيل، وعليها أن تراعي أحوال الناس من حيث الفقر والغنى ولا بأس بما تأخذه من الأجر على ذلك، لكن أخذ مثل هذه المبالغ محل نظر، ويخشى أن يكون من الكسب الخبيث.
ثالثاً: طلب اسم الشخص من أجل وضعه على الماء المرقي مخالفٌ لسنة النبي _صلى الله عليه وسلم_ وما عليه أصحابه من بعده؛ لأنه لم يرد دليلٌ صحيح يثبت فعلها هذا، والأولى لها عدم التخصيص وليس هناك قراءة خاصة وقراءة عامة، وكلامها غير مسلم، ولا داعي لمعرفة اسم الشخص أثناء القراءة بالماء أو غيره.
ولما ذكرت من صفاتها من حيث الصلاح والتقوى فإني أرى أنه يلزمها أن تترك مثل هذا الأمر، ووصيتي لها أن تتقي الله _تعالى_ وأن تعمل بما ورد في السنة؛ ففي ذلك الخير لها ولمن ترقيهم.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.