السؤال رقم (3915) : حلفت أني لا أفعل الذنوب والمعاصي ولكني فعلتها…أرجو تبين حكم ذلك وهل علي كفارة ؟؟
السؤال:
تحية طيبة أما بعد أنا شخص حلفت أني لا أفعل الذنوب والمعاصي ولكني فعلتها كالسرقة والزنا واللواط وأنا والحمد الله تائب من هذا وأرجو تبين حكم ذلك وهل علي كفارة على ذلك أرجو التوضيح على ذلك وشكراً.
الرد على الفتوى
الجواب:
اعلم أخي الكريم أن الذنوب والمعاصي سببٌ لانتشار الفواحش والمنكرات والجرائم، وهي سببٌ لدمار الأخلاق والأمم، وكلما استحلها الناس وتساهلوا في فعلها حلت عليهم نقم الله _تعالى_ كما قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41]، وقال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى: 30].
فعليك أخي الكريم الصدق في التوبة إلى الله، والندم على ما وقع منك، وعدم العودة مرةً أخرى إلى الذنوب والمعاصي، فإذا علم الله _سبحانه_ صدقك في ذلك أعانك، وقبلك وتاب عليك، قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53].
وأما بالنسبة إلى حلفك على ترك الذنوب والمعاصي ثم تعود إليها _ فعليك كفارة يمين، فتبدأ بالعتق، أو الإطعام، أو الكسوة، فإن لم تستطع فبالصيام، فالثلاث الأول على سبيل التخيير، فإن لم تستطع واحدةً منهن_ فعليك بصيام ثلاثة أيام متتابعات، وإن كان للآخرين حقوق فأعدها إليهم بأي طريقة كانت ولو لم يعلموا أنها منك.
واحذر من تسويف التوبة فإن الموت قريب ويأتي بغتة، فاحذر أن يأتيك وأنت ما زلت مصرًّا على المعاصي، فالنبي _صلى الله عليه وسلم_ يقول: \”إنما الأعمال بالخواتيم\” [رواه أحمد بإسنادٍ جيد].
وفقك الله _تعالى_ للصدق في التوبة، ويسر لك طاعته، وأعانك على كل خير. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.