السؤال رقم (3913) : أعمل في بلد غربي..وأحيانا أضطرلجمع وشحن لحم الخنزير أو مشتقاته.فما حكم عملي؟

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم: أنا شاب مسلم أعمل في بلد غربي في مخزن لتوزيع المواد الغدائية على الأسواق و المحلات التجارية حيث نقوم بجمع هذه المواد وتعبيئتها في الشاحنات لتحمل إلى الأسواق ومن بين المواد التي نجمعها الخضر والفواكة والألبان واللحوم….وأحيانا نتصادف مع زبون يطلب لحم الخنزير أو مشتقاته فنكون مضطرين إلى جمعها وحملها على الشاحنات. سؤالي هو ما رأي الشرع في عملي هذا؟ مع العلم أن فرص العمل المتوفرة في المطاعم والمقاهي بدورها تقدم أطباق تحتوي على لحم خنزير. ما رأي الإسلام في عملي هذا؟ جزاكم الله خيراً.

الرد على الفتوى

الجواب:

اعلم أخي الكريم أن السعادة في طاعة الله ورسوله، ومن طاعتهما الاستجابة لأوامرهما، والبعد عن معصيتهما، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال: 24]، ومن فضل الله _تعالى_ أنه حرم علينا أكل لحم الخنزير في قوله تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ) [المائدة: 3]، وقد علم طبياً أن لحم الخنزير يحتوي على ميكروبات تتسبب في كثير من الأمراض المضرة بالإنسان، ويكفي أخي الكريم أن الله _تعالى_ حرمه وهو أعلم بشؤون خلقه، وهو أرحم بهم من أنفسهم، فيجب عليك أن تترك التعامل في بيع أو شراء لحم الخنزير؛ لأن القاعدة عند العلماء: \”أن ما أفضى إلى محرم فهو محرم\”، وأوصيك بأن تكتفي بما يسره الله لك من الرزق الحلال بالتجارة في غيرها من المأكولات والمشروبات المباحة، وكما قيل: من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
أما إذا كنت مضطراً لذلك وليس باختيارك بل إلزامٌ من صاحب العمل _ فلا حرج عليك لكن بقدر الضرورة، ومتى وجدت عملاً غيره فاعمل به، واعلم أنما أبيحت الضرورة لمن خاف على نفسه الهلكة؛ لقوله تعالى: (فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [المائدة: 3].
فاحرص على طيب مطعمك فإن فيه الخير لك في الدنيا والآخرة.
وفقك الله لكل خير، ورزقك الحلال الطيب، وجنبك الحرام. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.