السؤال رقم (3910) :هل عذاب القبر في الجسد أم غير ذلك؟
السؤال:
وردتني رسالة الكترونية عن ميت فتح قبره بعد ساعات من الدفن فوجدوا أنه مكسر العظم ومضروب في وجهه لدرجة التهشم, هل عذاب القبر في الجسد أم غير ذلك؟ بارك الله بكم
الرد على الفتوى
الجواب:
لقد ورد عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أن القبر أول منازل الآخرة، وأنه روضةٌ للمؤمن، وحفرةٌ من حفر النار للكافر أو المنافق، وورد أيضاً أن له ضمة لكل من يدخله حتى المؤمنين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: \”لو نجا أحدٌ من ضمة القبر لنجا منها سعد بن معاذ، ولقد ضم ضمة ثم رخِّي عنه\” [أخرجه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير برقم 5306 وقال: حديث صحيح]، وورد أيضاً أن هناك ملكين يأتيان الميت في قبره فيسألانه عن ربه ودينه ونبيه، فإذا أجاب المؤمن نجا من عذاب القبر، وإن كان كافراً أو منافقاً لم يستطع الإجابة، \”فيقيض الله له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب بها جبلٌ كان تراباً، فيضربه ضربةً فيصير تراباً، ثم يعيده الله كما كان…\” [أخرجه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ج3، وقال حديث صحيح].
فكل هذه النصوص وغيرها تدل على أن هناك عذاباً في القبر، ولكن ما أشرت إليه الله أعلم به، فهذه الرسالة الإلكترونية التي ذكرتها ربما قصدوا بها الترهيب من عذاب القبر، والحث على العمل الصالح والبعد عن المعاصي، ولا يجوز فتح القبر بعد الدفن إلا لضرورة شرعية إكراماً للميت.
وبهذا يعلم أن مثل هذه الرسائل كذبٌ، وأسلوبٌ دعويٌ خاطئ.
وعذاب القبر واقع على الروح والجسد معاً، وهذا ما دلت عليه النصوص الصحيحة الواردة عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ ومنها: \”فتعاد روحه إلى جسده فيأتيه ملكان فيسألانه..\”، فإذا كان مؤمناً فتح له باب إلى الجنة، ويأتيه من ريحها وطيبها، وإن كان غير ذلك فتح له باب إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه… إلى آخره.
أعاذنا الله وإياكم من عذاب القبر، ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.