السؤال رقم (3906) : شخص على كفالته مجموعة من العمال وعندما يعودون من سفرهم يأتون ببعض الهدايا البسيطة فهل يقبلها؟

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم..شخص على كفالته مجموعة من العمال وعندما يعودون من سفرهم يأتون ببعض الهدايا البسيطة فهل يقبلها؟ أرجو التفصيل فيما إذا كانوا يعملون عنده أم لا مع أنهم في كل حال هم على كفالته؟؟

الرد على الفتوى

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن هذه الهدايا التي تأخذها _ لا حرج فيها إلا إذا ترتب عليها مصالح تؤدى، أو مفاسد تدفع _ فهي غير جائزة، وتعتبر في هذه الحالة رشوة، والواضح من السؤال أن هؤلاء العمال يقومون بإهدائك هذه الهدايا من أجل مصلحةٍ تعود عليهم؛ لئلا تتركهم يعملون تحت كفالة غيرك، أو أنهم يتوددون إليك من أجل الاستمرار في العمل معك، وهذه راجعةٌ لنياتهم؛ لقول النبي _صلى الله عليه وسلم_: \”إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى\” [متفق عليه].
فإن كان الظاهر بينكم أنه ليس هناك جلب مصلحة، أو دفع مفسدة _ فلا حرج عليك في أخذها، وإن كانت لجلب مصلحة، أو دفع مفسدة _ فيجب عليك عدم أخذها؛ لأنها تعتبر رشوة، والنبي _صلى الله عليه وسلم_: \”لعن الراشي والمرتشي\” [رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني في سنن الترمذي (3/623) برقم (1337)].
فهناك فرقٌ بين كونك مسئولاً عنهم في دائرةٍ حكوميةٍ، أو شركةٍ، أو مؤسسةٍ لغيرك، وبين كونهم يعملون لحسابك شخصياً، ففي الحالة الأولى: لا تأخذ هداياهم، وفي الثانية: لا حرج عليك في أخذها، والله أعلم.
وفقك الله _تعالى_ للتوبة النصوح، ويسر لك أسباب السعادة في الدنيا والآخرة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.