السؤال رقم (3901) : ماحكم راتب الشخص الذي حدث منه غش أثناء الدراسة؟ وهل يترك عمله الذي يعمل فيه بهذه الشهادة؟
السؤال:
السادة العلماء الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماحكم راتب الشخص الذي حدث منه غش أثناء الدراسة؟ وهل يترك عمله الذي يعمل فيه بهذه الشهادة؟ وماحكم الأموال التي حصلها أثناء عمله وأنفقها في شراء حاجياته؟ وماذا يفعل بالأشياء التي اقتناها من هذا العمل كسيارة أومنزل؟ دلوني بالتفصيل وبما ينفعني غداً في يوم الحساب وها إليكم بعض التفصيل أنا أعمل الآن مدرساً للتربية الإسلامية وعندما كنت في المرحلة الإعدادية والثانوية وكنت في منطقة نائية وكان المعلمين في أثناء الامتحانات يقومن بتملية الأجوبة للطلاب وكانت الدراسة تخلو من الضبط والربط المهم دخلت الجامعة وأيضا لما كان الغش ليس مبشعا في نفسي فإذا توقفت في جواب سؤال ما: كنت آخذه ممن بجانبي مع أني كنت أجتهد أثناء الدراسة المهم تخرجت بمعدل 75% تقريبا وعملت في بلدتي وأثناء عملي كان إذا غمض أوصعب عليَّ شيء أسأل من هو أعلم مني وبعد فترة قرأت إعلاناً لعمل مدرسين في إحدى الدول وتقدمت بشهادتي هذه وتم اختيارمئتي معلم وعقد لهم امتحانا تحريريا واستعديت لهذا الامتحان جيداً وتم اختيار خمس وعشرين معلما وكنت منهم وتم عمل مقابلة لهولاء المعلمون وتم اختيار ستة منهم وكنت أحدهم والآن أجد نفسي أتمزق مع كل راتب آخذه ومع كل مراقبة للطلاب أثناء الامتحانات إذ أتذكر الماضي السيئ فأفتوني عن حكم عملي وراتبي مشكورين ومالذي أعمله حتى يرتاح ضميري وسائلاً منكم صالح الدعوات لي بالمغفرة وحسن الختام
الرد على الفتوى
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمعلومٌ أخي الكريم أن الغش في الدراسة محرمٌ؛ لنهي النبي _صلى الله عليه وسلم_ عن ذلك بقوله: \”من غش فليس منا\” [رواه مسلم]، و من وقع في ذلك _ فعليه بالتوبة، والاستغفار، وعدم العودة إلى ذلك مرةً أخرى، وما وقعت فيه من غشٍّ أثناء دراستك _ فهو ذنبٌ تحاسب عليه، ولكن ليس له تأثيرٌ على حصولك على شهادتك الدراسية؛ لأن اعتمادك لم يكن على الغش، إنما أنت اجتهدت، وبذلت الأسباب من أجل النجاح، وطالما أنك تخرجت، وحصلت على شهادتك، وعملت بها، وتستلم راتبك من وظيفتك _ فلا حرج عليك في هذا الراتب، ولا حرج عليك فيما تشتريه وفيما تنفقه، ولا ينبغي لك ترك العمل في هذه الوظيفة من أجل ذلك، إنما يكفيك الصدق مع الله في عدم الوقوع في ذلك مرةً أخرى، وعليك بكثرة الاستغفار، والإنفاق في وجوه الخير، فعسى الله أن يتوب علينا وعليك.
والله أسأل أن يوفقك للعلم النافع، والعمل الصالح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.