السؤال رقم (3900) : يأكلون من الشركة التي يعملون بها وهو ممنوع..فما الحكم؟؟
السؤال:
أعمل مع مجموعة من الشبان المسلمين في شركة للمواد الغذائية ويقومون بأخد بعض المواد وأكلها مع العلم أن هذا ممنوع في قانون الشركة. هل يعتبر هذا سرقة؟ مع العلم أن هؤلاء الشباب يعتبرون أنهم يأخذون هذا من شركة أصحابها غير مسلمين وبالتالي ليست سرقة؟
الرد على الفتوى
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالمعلوم أن الإنسان إذا كان يعمل في مكانٍ معين، ويأخذ على ذلك أجراً _ فعليه أن يحفظ الأمانة التي أؤتمن عليها؛ لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا..) [النساء: 58]، وقوله: (وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) [المؤمنون: 8].
فيجب على المسلم أن يتقي الله فيما حمل من أمانةٍ، وليعلم الذي يأخذ من منتجات الشركة التي يعمل بها، ويستعملها لشخصه إما بالأكل أو بالشرب، أو بإعطائها لأحدٍ آخر _ أن هذا لا يجوز، وهو عملٌ محرم وهو آثمٌ بفعله، وهذا من السرقة المحرمة؛ لأنه ليس ملكاً له، إنما هو ملكٌ للشركة التي يعمل بها، والواضح أن الشركة تمنع الأخذ من منتجاتها، وحتى لو كان أصحاب الشركة غير مسلمين فلا يجوز الأخذ منها؛ لأن فيه إيذاءً وضرراً.
وليحذر المسلم من الأكل الحرام لقوله _صلى الله عليه وسلم_ في: \”الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء، يقول: يا رب يا رب، ومطعمه حرامٌ، ومشربه حرامٌ، وملبسه حرامٌ، وغذي بالحرام، فأنَّا يستجاب لذلك\” [رواه مسلم]، فعلى هذا الشخص أن يتقي الله _تعالى_ وأن يحذر من غضبه وأليم عقابه، وعليه أن يحرص على الأكل الحلال ففيه البركة له في الدنيا والآخرة.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.