السؤال رقم (3896) :هل ما اتقاضاه من هذه العمل يكون حراماً؟

السؤال:
أريد أن أسأل سؤال في غاية الأهمية أنا أعمل في دولة غربية في مجال يتطلب مني اعطاء بعض العناوين وأرقام التليفونات الخاصة ببعض دور العبادة الخاصة لغير المسلمين وليس ذلك فحسب ولكن أيضاً الخمارات و موزعي الخمور والفنادق و الكازينوهات والكافيهات وأرقام بعض القنوات الأجنبية للإشتراك والبواخر العائمة التي تجمع بين المطاعم و أماكن أخرى للهو فهل إذا أعطيت هذه الأرقام أكون أثماً و ما اتقاضاه يكون حراماً أم ماذا؟ أفيدوني أفادكم الله مع العلم أن الرقم يشمل أيضا اعطاء أرقام المستشفيات والعيادات والأطباء وما إلى ذلك من مؤسسات مع العلم أن أصحاب هذا المكان يصرون علينا اعطاء مثل هذه الأرقام ومن لا يفعل ذلك يتعرض إلى ما لا يحمد عقباه حينا أنهم فرضوا علينا إلغاء السلام عليكم وإحلال محلها مساء وصباح الخير.

الرد على الفتوى

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فلا يجوز لك أخي الكريم أن تتعاون معهم فيما فيه معصية لله؛ لقوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة: 2] ولقول الرسول _صلى الله عليه وسلم_: \”لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف\” [متفق عليه].
وعلى ذلك فاعلم أن مالك فيه شبهة؛ حيث اختلط الحلال بالحرام، ونبينا _صلى الله عليه وسلم_ يقول: \”الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمورٌ مشتبهات فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه..\” [متفق عليه].
فعليك بترك هذا العمل، والبحث عن عمل آخر لا تكون فيه معصية لله، ولا تفريط في حق من حقوقه، وتذكر قول الله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [التغابن: 3،2]، وقوله: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) [التغابن: 4] فمن اتقى الله، وحرص على طاعته، واجتنب نواهيه _ قوّى الله إيمانه، ويسر له أمره، وفتح له أبواب الخير من حيث لا يحتسب.
وفقك الله للعلم النافع والعمل الصالح، ورزقك الحلال الطيب. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.