السؤال رقم (3879) : نصيحة لمن يشاهد المواقع الإباحية
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لي أخ مبتلي بمشاهدة المواقع الإباحية وكلما عزم التوبة وتاب رجع إليها فكاد أن ييأس من رحمة الله فبماذا تنصحه حفظكم الله تعالى؟.
الرد على الفتوى
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأقول لأخي الكريم: أن الله _تعالى_ هو أرحم الراحمين، فهو أرحم بالعبد من نفسه، ومن الأم بولدها، وأحب ما يرى الله من عبده أن ينيب إليه، وأن يتوب من ذنوبه بين يديه، والنبي _صلى الله عليه وسلم_ يقول: \”لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش، أو ما شاء الله قال: أرجع إلى مكاني فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده\” [رواه البخاري].
فمهما بلغت ذنوب العبد فالله _تعالى_ يغفرها إذا صدق العبد في توبته، كما قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53]، فأي كرمٍ من الله _تعالى_ وأي فضل تفضل به على عباده فمهما كثرت الذنوب فالله وعد بالمغفرة منها، وقد ورد عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ فيما رواه عن رب العزة _جل وعلا_ أنه قال: \”يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا… إلى أن قال: يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم\” [رواه مسلم]، وقوله _صلى الله عليه وسلم_: قال الله _تبارك وتعالى_: \”يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة\” [رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب، وصححه الألباني في جامع الترمذي 5/548 برقم 3540] والآيات والأحاديث في التوبة كثيرة جداً، ومنها قوله تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور: 31]، ومن الأحاديث قوله _صلى الله عليه وسلم_: \”يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة\” [رواه مسلم].
ولأخيك عبرة في سعة رحمة الله؛ لما ورد في بعض الأحاديث عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ عن الرجل الذي قتل مائة نفس، والمرأة البغي التي سقت الكلب، وغير ذلك من الأحاديث، فعليه أن ينيب إلى ربه، وأن يصلح أموره معه، وأن يصدق في توبته، فإذا علم الله صدقه أعانه وأمده بفضله وجاد عليه بعطاءه وقبله وغفر له جميع ذنوبه، وليتذكر قوله تعالى: (إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ) [يوسف: 87].
فوصيتي لأخيك: ترك هذه المعاصي التي لا تزيده إلا بعداً عن ربه، وتسبب القسوة لقلبه، وتحرمه من لذة العبادة لخالقه، وعليه بالإقبال والمبادرة والمسارعة إلى التوبة قبل أن يفجأه الموت فيحول بينه وبينها.
وفقنا الله وإياكم للتوبة النصوح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.