السؤال رقم (3876) : هل أنا آثم لعدم إجابتي على من يسألونني؟
السؤال:
السلام عليكم. بعض الأحيان يسألني أحد عن شيء ما في الفقه ولكن قد يكون هذا السائل إنسانا عاميا قد لايفهم ماأقول وغالبا أجيبه بلا أدري علما أني أعلم جواب سؤاله, مع العلم أيضا أنني لا أجيبه إلا اعتمادا على فتوى لأحد العلماء الكبار أو اعتمادا على كتب الفقه, أي أنني لا أجتهد لأني لست أهلا للإجتهاد. فكلما حاولت الإجابة أتذكر قول علي رضي عنه (حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله). لذلك أجيب بلا أدري فربما هذا العامي قد يكذب ما آتي به من أدلة ولذلك أجيبه بلا أدري. وسؤالي هو: أولاً: هل أنا آثم لعدم إجابتي على من يسألونني عنه لقوله صلى الله عليه وسلم: (من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار)? ثانياً: هل يجوز لي ولمن هو مثلي أن يجيب السائلين اعتماداً على فتاوى العلماء أو الكتب الفقهية? أفيدونا بارك الله فيكم.
الرد على الفتوى
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن الله _تعالى_ أمر عباده إذا أشكل عليهم شيءٌ من دينهم _ أن يرجعوا لأهل العلم الربانيين؛ لقوله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [النحل: 43] فإذا كان هناك علماء في نفس بلدك يستطيع العامي أن يسألهم، ويستفيد منهم _ فهذا أولى وأحسن، وإن لم يوجد من يُعلم الناس، أو يفقههم في دينهم _ فعلى من استطاع نفع الناس أن يبذل وسعه في تعليمهم، إما عن طريق سؤال أهل العلم خارج البلد الذي يعيشون فيه، أو يستفيد من كتب أهل العلم وفتاويهم؛ للرد على من أراد معرفة أمر دينه بعد التثبت، والتأكد من صحة ما يقرأه وما يعلمه؛ كي لا يقع في الإثم.
وعليك أخي الكريم أن تجتهد في طلب العلم كي تنفع نفسك وإخوانك المسلمين، والنبي _صلى الله عليه وسلم_ أثنى على من تفقه في دينه، وأخبر أن الفقه في الدين من أفضل أبواب الخير، قال صلى الله عليه وسلم: \”من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين\” [متفق عليه] وقال أيضاً: \”ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة\” [رواه مسلم].
وفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم على نبينا محمد.