السؤال رقم (3873) : هل دعاء الرجل عليَّ مجاب علماً بأنني كنت طائش وتبت ولله الحمد؟

السؤال:
يا شيخي الفاضل أرجو منك ارشادي إلى الطريق الحق. مشكلتي هي أنني كنت لا أصلي وأبحث عن الحرام وفي هذه الفترة صادفت رجلاً وأخذت منه مبلغ عشرين ألف ريال لكي أوظفه وأنا كاذب ومن ثقة الرجل بي أنه لم يأخذ مني ايصال. المهم أنا ندمان وأريد أن أرجع الفلوس ولكنني لا أستطيع. سؤالى الأول: هل دعاء الرجل عليَّ مجاب علماً بأنني كنت طائش وتبت ولله الحمد. السؤال الثاني: أنا متخرج من الجامعة ولم أتوظف هل لهذا علاقة بما فعلته في طيشاني. ملاحظات/ السبب الرئيسي في نصبي على الرجل أن أبي لم يصرف عليَّ وأنا فى الجامعة. والسبب الثانوي هو ثقة الرجل فيه. أرجو من سعادتكم افتائي بما علي عمله ومساعدتي بأسرع وقت ممكن. جزاك الله خيرا

الرد على الفتوى

الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن الله _تعالى_ قد فتح لعباده باب التوبة، قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53] فهل بعد هذا النداء من يأس؟.
فعليك أخي الكريم أن تصدق مع ربك في توبتك، وأن تبتعد عن كل ما يذكرك بماضيك وخاصة أصحاب السوء، و أكثر من التوبة والاستغفار والعمل الصالح؛ وأبشر بالخير العظيم من ربك، فهو أرحم بنا من أنفسنا، واسمع لندائه العظيم في الحديث القدسي، قال الله عز وجل: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي. يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي. يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة) [رواه الترمذي، وصححه الألباني في سنن الترمذي 5/548 رقم 3540] تأمل _رعاك الله_ هذا النداء الرحيم من الرب الرحيم، فاستجب لندائه، وأبشر بما يسرك.
وأما دعاء الرجل عليك فأرجو ألا يستجاب له؛ حيث أنك ندمت على فعلتك هذه، وتحرص على رد ماله إليه، وعليك برد هذا المبلغ الذي أخذته؛ فهو في ذمتك، ويجب في حقك أن ترده إليه، ولو أن تقترض من أي شخص، أو تطلب المساعدة من أهل الخير؛ عسى الله أن يجعل لك فرجاً ومخرجاً.
وأما عدم توظفك فربما تكون بسبب ذنوبك؛ لقوله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى: 30] وربما تكون بسبب عدم سعيك، وأخذك بالأسباب التي تمكنك من الحصول على وظيفة، فأوصيك بتقوى الله _تعالى_ والعمل بما يرضيه، والابتعاد عما يسخطه؛ فالملك ملكه، والرزق بيده (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2_3] فالزم أمر ربك، وتضرع إليه أن ييسر أمرك؛ فهو أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين.
وفقك الله لكل خير، ويسر لك أمرك. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.