السؤال رقم (3865) : هل يقبل الله هذه التوبة؟؟

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أود أن أسأل سؤال يحيرني كثيراً وهو إذا كان هناك شخص أو مسؤول ظلم موظف وطرده دون سبب مقنع يذكر رغم تخصصه في تلك الوظيفة وحبه وولاءه وأمانته وإخلاصه للأصحاب العمل وخبرته وتدينه وخوفه من الله, إلا أن رغبة صاحب العمل بتوظيف ناس آخرين من وجهة نظره أنهم أكفأ ولا يهمه التخصص أو الخبرة ولم يحصل أن تعامل معهم وأختبرهم مجرد سمع أناس آخرين يمتدحونهم. ولكن الموظف شعر بظلم كبير فهو يعمل لديهم منذ ثلاث سنوات ولكنه تفاجأ في نهاية السنة الثالثة بالطرد فلما سأل عن السبب قال له صاحب العمل لا داعي للكلام ثم ذكر له بعض المواقف القديمة من أول سنة عمل فيها عندهم فسأله الموظف هل تشك في أمانتي أو إخلاصي قال لا أشك أبدا في أمانتك وإخلاصك ومحاولة تطوير نفسك. حاول أن يفهم منه الموضوع فلم يجد ما يقنعه ولم يستطع الدفاع عن نفسه فاضطر السكوت وقال حسبي الله ونعم الوكيل لأن صاحب العمل مقتنع بقراره ولا يريد الجدال ومُصَّر أنه لم يظلمه. بالرغم من مرور أكثر من نصف سنة على الموضوع إلا أن الموظف مازال يشعر بالظلم ومازال في دعائه يشعر بألم وحرقه ويحتسب أمره لله فصاحب العمل لم يظلمه بالطرد فقط فقد ظلمه في الراتب فكان يعطيه راتب بسيط ولا يهتم بشهادته ولا بأعباء الوظيفة بالرغم أن الوظيفة كانت تستاهل راتب أكبر ولكنه رفض الزيادة وعين إثنان مكانه واحد يأخذ نفس راتبه والآخر يأخذ راتب أعلى يعني إن الوظيفة كان المفروض يكون فيها إثنان ولكن صاحب العمل كان يقول أن الشركة لم تكبر بعد حتى نعين إثنان وكانت الوظيفة تنسيق ومحاسبة فالموظف خريج محاسبة بتقدير امتياز وكان صاحب العمل راضي عنه ولكن في السنة الثالثة عمل في الشركة أناس بدءوا يفتنون عليه ويقنعون صاحب العمل بتعيين شخص آخر مكان الموظف لأنه ملتزم بالحق ولا يحب اللف والدوران ويحاسب على كل خطأ قد يؤدي المصلحة العامة للشركة وصاحب العمل تواجده قليل وقد يكون عدة مرات في الشهر وطبيعي أن يصدقهم في كل كلمة لأنهم يجلسون مكانه ويقومون بمهامه وهو يثق فيهم. السؤال هو إذا أحس صاحب العمل أنه ظلم ذلك الموظف وتاب ونحن نعلم أن الله عز وجل تواب رحيم, ولكنه تاب بينه وبين ربه ولم يعترف بظلمه جهراً أو للموظف ولم يعتذر أو يستسمح منه فهل يقبل الله توبته؟ وخاصة أنه تكلم بسوء عن الموظف.

الرد على الفتوى

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن صاحب العمل هو المسؤول عن كل صغيرة وكبيرة فيه، وهو أدرى من غيره بما ينفع العمل أو يضره، ولو رأى أن من المصلحة تعيين موظف بدلاً عن موظف فلا حرج عليه في ذلك، ولكن عليه ألا يظلم هذا الموظف الذي فصله من العمل بحيث يعطيه حقوقه ومستحقاته.
والأولى لصاحب العمل أن يحرص على الموظف الأمين الذي يراقب الله في عمله، وإن كان هناك تقصير فيقوم صاحب العمل بالتوجيه والإرشاد حتى يتحسن مستوى هذا الموظف، ولكن عسى الله _تعالى_ أن يعوض هذا الموظف خيراً.
وأما توبة صاحب العمل من فصله لهذا الموظف _ فهذا ليس بذنب حتى يتوب منه إلا إذا كان قد ظلمه في حقوقه ومستحقاته، وإذا كان قد تكلم في حقه بما يسوء هذا الموظف فعليه بالتوبة من هذا الذنب العظيم، وأن يستسمح من هذا الموظف حتى تبرأ ذمته، وإذا لم يستطع مواجهة هذا الموظف فعليه بذكره بالخير في نفس المجلس الذي ذكره في بسوء، وعليه أن يدعو له ويستغفر له، وليتذكر قول النبي _صلى الله عليه وسلم_ فيما يرويه عن رب العزة تبارك وتعالى: \”يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا…\” [رواه مسلم].
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.