السؤال رقم (3859) : هل للرجل من ملك يمينه ما يكون من زوجته؟ وكم عدد ملك اليمين؟ وهل هو موجود اليوم؟
السؤال:
السلام عليكم فضيلة الشيخ هل يحل للرجل بملك اليمين ما يحل له من زوجته وهل هناك عدد محدد لملك اليمين شرعاً وكيف يمكن للمسلم الحصول على ملك يمين وهل من ملك اليمين ما يحصل حالياً في العالم من بيع للبشر من غير المسلمين حيث نجد بعض النصارى والمسيحيين في هذا العصر يقومون تحديداً ببيع نساء مسيحيات فهل مثلا يجوز شراء هؤلاء النساء كملك يمين قد يكون السؤال متداخل ولكن أحب أن أفهم الموضوع إذا أمكن بارك الله فيكم
الرد على الفتوى
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن ملك اليمين هم الأقرباء الذين ضرب عليهم الرق بعد أن غنمهم المسلمون من الكفار بعد قتالهم، فمن ملك أمةً جاز له أن يتمتع بها كما يتمتع الزوج بزوجته دون حاجة إلى عقد أو مهر أو شهود، وليس لهن عددٌ محدود يمنع الرجل من الزيادة عليه، بخلاف الزواج من الحرائر فلا يزيد على أربع في وقت واحد، فالمباح للرجال التمتع بما ذكره الله _تعالى_ في كتابه العزيز في قوله: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) [المؤمنون: 5_6] ولذلك لا يوجد الآن ملك يمين حيث منع كثير من دول العالم الرق إلا بعض الدول التي ما زالت تتاجر بالبشر _والعياذ بالله_ ولا يحل لك نكاح امرأة إلا بعقدٍ شرعي مكتمل الأركان، وأما الخادمات اللاتي يعملن في بعض الدول فهن حرائر لا يحل وطئهن إلا بعقدٍ صحيح.
وأما مايحصل حالياً من بيع وشراءٍ لنساءٍ غير مسلمات فهذا العمل محرم ولا يجوز، ومن تعامل به من المسلمين فهو آثم، ولا يحل تملك هؤلاء النسوة اللاتي يُبعن، ولا يدخلن في ملك اليمين، ويصدق على من فعل ذلك ما جاء من الوعيد على لسان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ \”قال الله _تعالى_ ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة\” وذكر منهم: \”ورجلٌ باع حراً فأكل ثمنه\” [رواه البخاري] والأولى للمسلم أن يبحث عما يعفه بالحلال حتى لا يوقع نفسه فيما حرم الله.
وفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.